نعم.. الرجل ينجذب إلى المرأة التي تشبه أمه

DR

في 21/01/2016 على الساعة 16:05

كثيراً ما تتأمل حبيبتك أو زوجتك لتكتشف أنها تتشارك خصالاً وصفات وسمات عدة مع أول امرأة وقعت في غرامها: أمّك! نعم، يتفاجأ رجال كثيرون حين يكتشفون أن زوجاتهم أو حبيباتهم شديدات الشبه بأمهاتهم، أترى الرجل ينجذب في الأساس للمرأة التي تشبه أمه أو على الأقل تذكّره بها؟

نتائج صادمة

أجرى باحثون في جامعة تروكو بفنلندا دراسة شملت 70 رجلاً وامرأة، قارنوا فيها وجه شريك الحياة، رجلاً كان أو امرأة، مع والدة الزوج (في حال كان الزوج هو المعني في الدراسة، لتكون المقارنة بين زوجته وأمه)، ومع والد الزوجة (في حال كانت الزوجة هي المعنية في الدراسة، لتكون المقارنة بين زوجها ووالدها).

وكانت النتائج صادمة؛ ففي الوقت الذي لم يكن فيه الأزواج يشبهون آباء نسائهن، لا من قريب ولا من بعيد، فإن الرجال بالمقابل انتهى بهم المطاف في الغالب للاقتران بنساء شديدات الشبه بأمهاتهن، وذلك بحسب الباحثة أرزولا مارتشينكوفسكا، أستاذة علم النفس التطوّري في جامعة توركو بفنلندا.

يبدو هذا الأمر منفراً لك عزيزي الرجل أو مزعجاً بعض الشيء؛ إذ لا يوجد رجل سوي في العالم يريد أن يتخيل نفسه بين أحضان أمه! لا تنزعج أبداً، فوفقاً للباحثة الفنلندية مارتشينكوفسكا، من الطبيعي أن يشعر الرجل بانجذاب تجاه النساء اللاتي يشبهن أمه.

لكن ما السبب وراء ذلك؟

“برمجة” طبيعية

يمكن شرح الأمر على النحو التالي: فالتطور والانتقاء الطبيعي قاما ببرمجة الإنسان سلفاً لاختيار شركاء ينحدرون من الفئة أو النوع ذاته، ولما كان أول وأقرب اتصال لكَ كرجل مع امرأة هو مع أمّك، ترى الأم تصبح بمثابة النموذج الذي تسعى إليه عن اختيار امرأة لتكون حبيبتك أو شريكتك.

بعيداً عن الأب

من جهة أخرى، وكما تؤكد مارتشينكوفسكا، فإن الآباء مهما كانوا مخلصين وحاضرين ومؤثرين في العائلة، تراهم لا يتركون ببساطة التأثير ذاته على خيارات الابنة حين تميل في المستقبل لرجل أو تختار الاقتران بزوج، أي أن الابنة لا تختار رجلاً يشبه أباها، الأمر الذي يخالف المقولة الرائجة في ثقافتنا العربية: “كلُّ فتاة بأبيها مُعجبة”!

دور كبير

بيد أنه يتعين عليك أن تعرف عزيزي الرجل أن العلاقة بين الأم وابنها هنا لا تقتصر على الملامح أو الشبه الخارجي، صحيح أن علماء النفس استبعدوا “عقدة أوديب” (التي تشير إلى رغبة الطفل الولد في إقامة علاقة جنسية مع والدته أو البنت مع والدها)، وهي النظرية التي صاغها في الأساس المحلل النفسي النمساوي الأشهر سيغموند فرويد، إلا أن علاقتكَ بوالدتك من شأنها أن تلعب دوراً كبيراً في تحديد الطريقة التي تتواصل بها مع النساء في وقت لاحق من حياتك.

إصلاح العلاقة

بحسب البروفيسور مايكل كيميل، المختص بعلم الاجتماع في جامعة نيويورك، فإن أفضل أساس لروابط عاطفية صحية يتمثل في وجود صلة حب ومودة بين الأم والابن.

من جانب آخر، وكما يقول البروفيسور ويليام بولاك، الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد الأمريكية، إذا كانت لديك علاقة مضطربة أو متضعضعة مع أم كانت بعيدة عنك أو مقصِّرة أو مهملة، فقد تسعى في اللاوعي إلى نساء يشبهنها كشريكات عاطفيات، والسبب في ذلك يعود إلى سعيك إلى “إصلاح” العلاقة المتكسرة أو المنفصمة بينك وبين والدتك. لكن هذا الأمر لا ينجح في الغالب.

نصيحة ذهبية

لذا، اسمح لنا عزيزي الرجل أن نهمس في إذنك بالنصيحة الذهبية التالية: ابحث عن نماذج أو أنماط بعينها في علاقاتك العاطفية الفاشلة، وقارنها بعلاقتك مع والدتك، هل تلاحظ أية تشابهات أو تماثلات؟ في حال كان الشبه قائماً، ربما آن الأوان كي تبدأ بالبحث عن نمط مختلف من النساء؛ عليك أن تبحث عن امرأة لا تشبه أمك العزيزة.

تذكر أن تحب أمك، حب الولد لوالدته فقط، وأن توفر العشق لامرأة مختلفة تشاركك حياتك.

تحرير من طرف عبير
في 21/01/2016 على الساعة 16:05