الرغبة عند الزوجة... ما لها وما عليها

DR

في 17/11/2015 على الساعة 15:19

فتور الرغبة لدى الزوجة، وأحياناً عدم إحساسها بالمتعة بالتزامن مع رغبة قويّة، ظاهرة يعزّيها البعض إلى أفول شعلة المشاعر بين الزوجيْن، أو لدى أحد الطرفيْن، إلا أنّ هذا العامل يشكّل حلقة من سلسلة عوامل فسيولوجيّة ونفسيّة، بإمكانها كبْت هذا الدافع الحيَوي لعلاقة حميمة ناجحة.

وحتّى في ظلّ حياة زوجيّة تخيّم عليها العاطفة والانسجام، فهذا واقع لا مفرّ منه خلال مسيرة الزواج الطويلة، يفرض تساؤلات كثيرة حول ديناميّة الرغبة لدى المرأة، مقارنةً بالرجل، أسئلة معقّدة يجيب عليها العلم والطبّ بحلول بسيطة وعمليّة.

مقوّمات الرغبة

الرغبة أو الليبيدو Libido، بحسب تعريف عالِم النفس الألماني سيغموند فرويْد Sigmund Freud، مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بطاقة الإنسان الحيويّة، مصدر كلّ رغباته، فإذا كانت المرأة تمرّ بحالات نفسيّة صعبة تفقدها هذه الطاقة، ستُشَلّ معها رغبتها بالعلاقة الزوجيّة.

كما ويمكن للرغبة أن تكون حاضرة بقوّة من دون أن تستطيع الزوجة الإحساس بالمتعة، وهذا يعني غياب تطبيق الرغبة الفعلي؛ فتبقى محصورة على مستوى المشاعر بدل التحوّل إلى ردّة فعل فسيولوجيّة، والتي تتجلّى في الإفرازات المهبليّة لدى المرأة، وفي انتصاب العضو الذكري لدى الرجل.

عوامل فتور الرغبة

إلى جانب تناول بعض الأدوية، كتِلك المخصّصة لعلاج السكّري وحبّ الشباب، ومضادّات الاكتئاب والتوتّر، والتعرّض لأزمات نفسيّة كالخوف الشديد أو القلق الزائد، وبعض العوارض الصحيّة، كأنواع من أمراض القلب، تمرّ المرأة خلال حياتها الزوجيّة بفترات تَفتر فيها رغبتها الجنسيّة.

1- الحمل: في حين تشعر الزوجة برغبة أقوى خلال فترة الخصوبة، بفضل ارتفاع نسبة هرمون الأستروجين، الذي يحفّز الرغبة بالاتصال الحميمي ويساعد على إنتاج الإفرازات المهبليّة، تتقلّص هذه الرغبة خلال الحمل وبعد الولادة، على أثر زيادة مستوى البرولاكتين، هرمون الرضاعة؛ إلى جانب عوامل أخرى، كالتعب الذي يرافق مرحلة الحمل، واكتئاب ما بعد الولادة؛ وعند بعض الزوجات، صعوبة تقبّل التغيّرات التي تطرأ على شكل الجسم، من انتفاخ البطن وتورّم الصدر والوزن الزائد.

2- العاطفة: الرغبة والعاطفة إحساسان مختلفان، إذ يمكن، في بعض الأحيان، أن يحسّ الإنسان بإحداهما دون الأخرى، فحين يمضي الزوجان أغلب أوقاتهما معاً، وعلى الرغم من أنّ الزمن والعشرة كفيلان بتثبيت المشاعر بينهما، إلا أنّ تواجدهما المستمرّ معاً يلغي المسافة التي كانت مبنيّة بينهما في بداية تعارفهما، والتي كانت تولّد فيهما شعور الاشتياق، الذي يؤجّج الرغبة، على أنّ هذه الأخيرة لا تتقلّص عندما يصبح الرابط بين الزوجيْن أكثر استقراراً، إنّما تتبدّل طبيعتها، فتضحي أكثر عمقاً وهدوءاً.

هل كنت تعلمين؟

- المنشّطات والتركيبات المخصّصة لتحسين الأداء في العلاقة الحميمة لا تزيد الرغبة بقدر ما تساعد على تضخّم العضو التناسلي الذكري، أو تحفيز الإفرازات المهبليّة، إلا أنّ بعض الأدوية التي تُستخدَم لمعالجة بعض الأمراض، تعيد إلى الرغبة شعلتها بمجرّد أن تزول عوامل المشكلة، نذكر منها علاجات التستوستيرون للرجل في مرحلة سنّ اليأس، ومضادّات البرولاكتين للمرأة.

- إذا كانت الغيرة تولّد عند بعض الزوجات حالة من الاشمئزاز والنفور تجاه أزواجهنّ، وبالتالي فتوراً في الرغبة، هذا الشعور نفسه يكون محفّزاًً للرغبة عند فئة أخرى من النساء، ويكون الدافع في الخوف من فقدان أزواجهنّ.

تحرير من طرف عبير
في 17/11/2015 على الساعة 15:19