أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، في تصريحات إذاعية يومه الثلاثاء 28 يناير 2025، أن بوعلام صنصال قد خرج من المستشفى وعاد إلى السجن بعد فترة قصيرة من تلقي العلاج.
وأكد بارو أن السلطات الجزائرية رفضت طلبا فرنسيا لإجراء زيارة قنصلية للاطمئنان على حالته الصحية، مما أثار قلقا كبيرا لدى باريس.
وأضاف الوزير الفرنسي أن السلطات الفرنسية تتابع عن كثب حالة صنصال من خلال اتصالاتها مع زوجته ومحاميه، مشيرا إلى أن الكاتب يعاني من أمراض خطيرة تتطلب رعاية طبية مستمرة.
ردود فعل دولية وإدانة واسعة
أثار اعتقال صنصال موجة من الإدانات الدولية، حيث صوت أعضاء البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي على قرار يدعو إلى إطلاق سراحه، إلى جانب كافة معتقلي الرأي.
كما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السلطات الجزائرية إلى الإفراج عن الكاتب، واصفا استمرار احتجازه بأنه « إهانة للجزائر ».
وأكد ماكرون أن صنصال، الذي يعاني من أمراض خطيرة، يجب أن يتلقى العلاج المناسب بدلا من البقاء في السجن.
ولم يكترث النظام الجزائري لأي من هذه النداءات، بل أمر أذرعه الإعلامية بشن حملة تشويه شرسة في حق الأديب الذي حصل على الجنسية الفرنسية عام 2024.
بدوره، خرج الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لينعت صنصال بأنه «لص مجهول الهوية والأب»، متهما إياه بمحاولة «زعزعة وحدة التراب الوطني»، ما تسبب في تصعيد التوتر بين الجزائر وفرنسا، والتي تزداد تعقيدا منذ إعلان فرنسا دعمها لمغربية الصحراء.
اتهامات سياسية وقمع حرية التعبير
يعتبر صنصال، الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية والجزائرية، أحد أبرز الأصوات الناقدة للنظام الجزائري. وقد تم اعتقاله عند محاولته دخول الجزائر عبر مطار هواري بومدين يوم 16 نونبر 2024، ووجهت إليه تهم تتعلق بـ«تعريض أمن الدولة للخطر» بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات الجزائري، والتي تُستخدم غالبا لقمع المعارضين السياسيين.
وتشير التقارير إلى أن اعتقاله جاء بعد تصريحات أدلى بها لوسيلة إعلامية فرنسية مؤيدة لليمين المتطرف، انتقد فيها النظام الجزائري وتبنى موقفًا يدعم الرواية المغربية حول النزاع الحدودي بين البلدين.
نظام معزول بسبب التعنت
تبقى قضية بوعلام صنصال اختبارا حقيقيا لالتزام الجزائر بمبادئ العدالة والإنسانية، خاصة في ظل تزايد الدعوات الدولية للإفراج عنه.
وهكذا فإن استمرار احتجازه ليس فقط انتهاكا لحقوق الإنسان، بل أيضا تأكيدا على تعنت النظام الجزائري في مواجهة الضغوط الدولية، مما يزيد من عزلة البلاد على الساحة الدولية.