وشكل هذا اللقاء، الذي ترأسته وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، والذي يندرج في إطار الجولات الجهوية المخصصة لتقديم الخطوط العريضة لهذا المخطط، مناسبة لالتقاء كافة الأطراف المعنية من أجل النقاش والتبادل حول الإطار العام ومختلف محاور وأهداف هذه الخارطة الوطنية للسياحة.
وقدمت عمور، في كلمة بالمناسبة، الخطوط العريضة لخارطة الطريق، مع التركيز على الروافع الخاصة بجهة الداخلة - وادي الذهب، وبسلسلة الرياضات البحرية « أمواج المحيط » (Ocean Waves)، التي تتميز بها الجهة إلى جانب تاغازوت والصويرة.
وأوضحت الوزيرة، بهذا الخصوص، أنه « فضلا عن مؤهلاتها السياحية العالية، حققت جهة الداخلة - وادي الذهب، خلال السنوات الأخيرة، تقدما كبيرا في مجال البنيات التحتية، والذي ساهم بقوة في التنمية السياحية للجهة ».
وتابعت: « لقد آن الأوان، اليوم، لرفع سقف طموحاتنا بالنسبة لهذه الجهة »، داعية إلى العمل مع الفاعلين المحليين على إعداد الشروط الضرورية للارتقاء بالعرض السياحي، وتكثيف نقاط الربط المباشر عبر الرحلات الجوية، وتنمية النسيج المحلي للمقاولات الصغرى والمتوسطة والصغيرة جدا المتخصصة في مجال التنشيط.
كما أكدت عمور على أهمية أخذ متطلبات الاستدامة بعين الاعتبار في مختلف مراحل التنمية السياحية، من خلال اعتماد منتجات وأنماط استهلاك رفيقة بالموارد الطبيعية للجهة.
من جهة أخرى، ذك رت الوزيرة بالطابع الأفقي للقطاع السياحي، داعية في هذا الصدد، جميع الفاعلين إلى التعبئة من أجل بلوغ الأهداف الكمية والنوعية لمشاريع الجهة.
من جهته، أكد والي جهة الداخلة - وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب، لمين بنعمر، أن الداخلة أصبحت وجهة سياحية صاعدة وإحدى المكونات الرئيسية للسياحة المغربية على المستويين الوطني والدولي، مشيرا إلى أن عدد السياح بلغ في سنة 2022 حوالي 108.300 مسافر.
وأبرز بنعمر أن « الوحدات السياحية المصنفة بجهة الداخلة - وادي الذهب عرفت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، حيث وصلت إلى 45 وحدة بطاقة تزيد عن 2300 سرير، مما مك ن من رفع عدد السياح إلى 43.400″.
كما أشار إلى أن خارطة الطريق الجديدة للقطاع السياحي ستدعمها الاختيارات الجهوية في مخططاتها التنموية، مع برمجة مشاريع في إطار مقاربة تشاركية مع المهنيين في القطاع وجميع الشركاء، بهدف تشجيع الشباب على الاندماج في النسيج الاقتصادي الجهوي، عبر إحداث مقاولات صغيرة وصغيرة جدا تعمل في المجال السياحي.
وتابع أن كل هذه التوجهات تظل رهينة بدعم النقل الجوي، باعتباره رافعة أساسية لضمان النهوض بالقطاع السياحي بشكل خاص، وتحفيز الدينامية الاجتماعية والاقتصادية بشكل عام.
من جانبه، أكد رئيس مجلس جهة الداخلة - وادي الذهب، الخطاط ينجا، أن المجلس لم يدخر أي جهد لتنمية القطاع السياحي بالجهة، مشيرا إلى أنه تم التوقيع على اتفاقية تتعلق بالبرنامج المندمج لتنمية السياحة الطبيعية بالجهة بقيمة إجمالية قدرها 89 مليون درهم لدعم وتطوير عرضها السياحي.
وأوضح ينجا أن هذا البرنامج يشمل، على الخصوص، إحداث مرافق ومنشآت للاستقبال ومراكز للإرشاد والإعلام ومدارات ومخيمات إيكولوجية سياحية ومحلات لعرض المنتوجات المحلية.
وأضاف أنه « بغية الرفع من جاذبية المجال الترابي للجهة، وتشجيعا لقطاع السياحة، وتسهيلا للتنقل من وإلى مدينة الداخلة، عمل المجلس الجهوي على إبرام اتفاقيات شراكة مهمة في مجال الربط الجوي مع عدد من شركات النقل الجوي، بهدف خفض ثمن التذاكر وتعزيز الرحلات الوطنية وباتجاه لاس بالماس »، مشيرا إلى أن مساهمة المجلس الجهوي في هذا الإطار بلغت 65.8 مليون درهم.
كما تم إبرام اتفاقية شراكة مع المجلس الجهوي للسياحة عبأت 6 ملايين درهم بغية تعزيز الجاذبية السياحية للجهة، عن طريق اعتماد استراتيجية ترويجية للتعريف بمؤهلات الجهة وفرص الاستثمار في المجال السياحي، فضلا عن المشاركة في المعارض والأروقة الدولية المختصة، وكذا تنظيم تظاهرات سياحية دولية على صعيد الجهة.
إثر ذلك، قامت عمور رفقة والي الجهة والوفد المرافق لهما بزيارة لمركز الاستقبال والتوجيه السياحي بالداخلة، بالإضافة إلى تدشين وحدة فندقية بجماعة العركوب.
حضر هذا اللقاء، على الخصوص، عامل إقليم أوسرد عبد الرحمان الجوهري، والكاتب العام لوزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني محمد مسلك، والمدير العام للشركة المغربية للهندسة السياحية عماد بالرقاد، والمدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة عادل الفقير، فضلا عن المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية ومهنيي القطاع السياحي.