وتفيد تقارير مجلة « ايست فروي » المتخصصة في الخضراوات والفواكه، أن المغرب يسير على الطريق الصحيح لتحطيم رقم قياسي جديد لاستيراد المكسرات والفواكه الجافة في عام 2023، حيث أنه في الفترة من يناير إلى أكتوبر 2023، جلب المستوردون المغاربة ما قدره 66 ألف طن من هذا المنتج إلى سوق البلاد، وهو ما يمثل زيادة نحو 12%، قياسا مع ما جرى تسجيله في العام 2022.
ونظرا لكونها واحدة من أسرع مصدري الفواكه والخضروات الطازجة نموًا في العالم، تعتمد المملكة بشكل كامل على استيراد المكسرات والفواكه المجففة، حيث استورد المغرب في عام 2022، ما يزيد عن 26 ضعف ما صدره من هذه المنتجات.
وتكشف المجلة، أن هذه الزيادة حدثت في واردات هذا المنتج بين عامي 2018 و2021، عندما تضاعفت الأحجام بأكثر من ثلاثة أضعاف، ففي عام 2022، وبسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي وارتفاع التكاليف اللوجستية والتحديات الاقتصادية الأخرى، خفض المغرب بشكل طفيف واردات المكسرات والفواكه المجففة، ومع ذلك، لم تكن هذه سوى انتكاسة مؤقتة، وبحلول منتصف عام 2023، أظهرت السوق المغربية علامات الانتعاش.
وتورد المجلة في تقريرها، أن اللوز والجوز والعنب المجفف لا يزال يتصدر الفئات الثلاث الأولى لواردات المكسرات والفواكه المجففة في المغرب، لكن حصتها مجتمعة انخفضت من 91% في 2018 إلى 88% في 2022.
وفي الوقت نفسه، تضاعفت واردات الفئتين الأخيرتين في المتوسط، خلال نفس الفترة، في حين زادت أحجام شراء اللوز عشرة أضعاف تقريبا، كما سجل استيراد الكاجو والبرقوق معدلات نمو أكثر نشاطًا للواردات، وزادت واردات الكاجو مثلا نحو 12 مرة، فيما زادت مشتريات البرقوق 19 مرة.
وتظل الولايات المتحدة المورد الرئيسي للوز والجوز للسوق المغربية، وفي قطاع اللوز، يهيمن المصدرون الأمريكيون، حيث يقومون بتصدير جميع الواردات المغربية تقريبا، ومع ذلك، في سوق الجوز، تخسر الولايات المتحدة قوتها أمام منافسيها من الصين وتشيلي.
وانخفضت إمدادات الجوز من الولايات المتحدة إلى المغرب بنسبة 18% إلى 3 آلاف طن من 2018 إلى 2022، فيما نمت الصادرات من تشيلي بنسبة 50% إلى 7 آلاف طن، وزادت الصادرات من الصين أكثر من 23 مرة إلى 5.6 ألف طن وكان الوضع مماثلا في عام 2023: فمن المرجح أن تصدر الولايات المتحدة كمية منخفضة قياسية من الجوز إلى السوق المغربية، بينما تواصل الصين توسعها.
كما أن هيكل واردات العنب المجفف في المغرب يتغير أيضا، في عام 2018، كان الموردون الرئيسيون للزبيب إلى البلاد هم الهند وتركيا، لكن انضمت إليهم أوزبكستان في عام 2019 وإيران في عام 2020. وبحلول نهاية عام 2022، استحوذت هذه البلدان الأربعة على 94% من إجمالي إمدادات العنب المجفف إلى العالم.
وبخصوص قطاع واردات الكاجو في المغرب، فإن الهيمنة الكاملة تقريبا على فيتنام، في حين أن حصة الدول الموردة الأخرى صغيرة نسبيا، كما أن هناك بعض الفئات الأقل أهمية من واردات المغرب من المكسرات والفواكه المجففة، مثل الفستق والبرقوق والبندق والمشمش المجفف والجوز البرازيلي وغيرها، وتشهد واردات جميعها تقريبا نموا.
وتضاعفت واردات الفستق في المغرب خمس مرات لتصل إلى 1.8 ألف طن في الفترة من 2018 إلى 2022، وكانت الولايات المتحدة تقريبا المصدر الوحيد لهذه المكسرات إلى السوق المغربية، الموردون الرئيسيون للبرقوق إلى المغرب هم إسبانيا وأوزبكستان ورومانيا ومولدوفا، أما الموردون الرئيسيون للبندق فهم تركيا وجورجيا وأذربيجان.
وتعد تركيا أهم مصدر للمشمش المجفف إلى المغرب، وتقوم دول أمريكا الجنوبية (البيرو وبوليفيا والبرازيل) بتزويد السوق المغربية بالجوز البرازيلي.