واستطاعت هذه الضيعة، التي يشرف عليها الفلاح عبد الرحمن تيغانيمين، أن تلفت انتباه المسؤولين والمهنيين، حيث أبرز الفلاح تيغانيمين أنه وبفضل نتائجها المشجعة، واعتمادها على أساليب مبتكرة ومستدامة في الزراعة، إذ بعد استقدام صنف “الهندية موسى” المقاوم من منطقة « آيت باعمران » كتجربة أولية، أثبتت التجربة نجاعتها، حيث أبانت النبتة عن قدرة كبيرة على التكيف والإنتاج.
وأضاف الفلاح نفسه، في تصريح لـle360، أن الضيعة التي تمتد على مساحة تسعة هكتارات، تُعتمد فيها تقنية غرس مدروسة، بتباعد 5 أمتار على 3، ما مكّن من التصدي بفعالية للحشرة القرمزية عبر تدخلات يومية ويدوية دقيقة، يقوم بها عمّال متخصصون يستعملون الماء والفرشاة لتنظيف النباتات بشكل يومي، مشيرا إلى أن هذا الأسلوب هو ثمرة توصيات خبراء دوليين من المكسيك وأوروبا، تم تقاسمها في لقاء تقني بمدينة سيدي إفني.
وأشار المشرف على الضيعة أن الأهداف الأولية لزراعة التين الشوكي كانت مرتبطة بإنتاج الزيت وتغذية الماشية، لكن بعد ظهور الحشرة القرمزية، أصبح التركيز منصبا بشكل أكبر على الثمار، لما لها من قيمة غذائية وتسويقية عالية.
من جهته، أكد عبد الرحمان أنافلوس، المدير الإقليمي للفلاحة بجرادة، أن هذه التجربة الناجحة تعكس مدى إمكانية التوسع في زراعة التين الشوكي بالإقليم، خاصة عبر أصناف مقاومة، استجابة للطلب المتزايد على هذه الفاكهة، موضحا في تصريح مماثل للموقع، أن الوزارة أطلقت برنامجا إقليميا في إطار الفلاحة التضامنية، يهدف إلى دعم الفلاحين، وتوسيع المساحات المزروعة بهذا المنتوج الواعد.
وباتت تجربة ضيعة « قنفوذة »، التي انطلقت من مبادرة فردية واجتهاد يومي، نموذجا يحتذى به، ورسالة واضحة لكل فلاح بأن العمل الجاد والمثابرة قادران على تجاوز التحديات وتحقيق النجاح، حتى في أصعب الظروف.




