فن المطعمة: كيف تنوي اليابان الترويج لمنتجاتها في المغرب؟

Le directeur général de Jetro à Rabat, Masahide Honda.

ماساهيد هوندا، المدير العام للمنظمة اليابانية للتجارة الخارجية (جيترو) بالرباط

في 10/12/2023 على الساعة 19:00, تحديث بتاريخ 10/12/2023 على الساعة 19:00

ترغب اليابان، وهي بلد آلاف النكهات والشهوات، في الترويج لمنتجاتها في المغرب. وبحسب ماساهيد هوندا، المدير العام للمنظمة اليابانية للتجارة الخارجية (جيترو) بالرباط، فإن الهدف مزدوج: «التعريف بثراء فن الطبخ الياباني وإنشاء جسر بين الثقافتين من خلال هذا الفن».

مصدرو المكونات الغذائية والتوابل اليابانيون يتوجهون بأنظارهم إلى المغرب. في هذا الحوار مع Le360، قدم ماساهيد هوندا، المدير العام للمنظمة اليابانية للتجارة الخارجية (جيترو) بالرباط، لمحة عن الاستراتيجيات والجهود المبذولة لتحقيق حضور قوي لفن الطبخ الياباني في المملكة. ويناقش على وجه الخصوص ارتفاع شعبية هذا الفن، ويتحدث عن العقبات المرتبطة باستيراد المنتجات اليابانية إلى المغرب ويصف التدابير المتخذة لملاءمتها مع رغبات وأذواق المستهلكين المغاربة.

ما هي الإجراءات التي اتخذتها جيترو لتعزيز التعاون بين المنتجين اليابانيين والشركات الموجودة في المغرب؟

من أجل تعزيز هذه الشراكات، تحرص جيترو على تعزيز فرص الاستثمار وتسهيل اللقاءات وتقديم أي نوع من المعلومات أو المساعدة المفيدة.

وهكذا، تعمل جيترو على إزالة العقبات التي تعيق التبادلات بين الفاعلين الخواص في البلدين، لا سيما من خلال العديد من التقارير حول ممارسة الأعمال، أو من خلال إنشاء برامج مثل «Japan Street»، وهو قائمة على الإنترنت مخصصة حصريا للشركات (BtoB)، تم إطلاقها في عام 2021. حتى الآن، تم إدراج أكثر من 40.000 منتوج قابل للتصدير وأكثر من 6000 مورد. ويتم أيضا تنظيم الاجتماعات والاتصالات بين المشترين الأجانب والبائعين اليابانيين.

بالإضافة إلى ذلك، سيقام معرض Gulfood، وهو أكبر حدث سنوي في العالم مخصص للأغذية والمشروبات، في دبي في الفترة من 19 إلى 23 فبراير 2024. وستقيم جيترو فيه جناحا يابانيا، حيث ستعرض جميع الشركات اليابانية التي تقدم منتجات مناسبة للسوق الإسلامية والعربية. وندعو الشركات المستوردة وموزعي المنتجات والمكونات الغذائية للانضمام إلينا للمشاركة في اجتماعات BtoB مع هذه الشركات اليابانية، من أجل اغتنام الفرصة لتقديم المنتجات المناسبة للسوق المغربية.

ما هي أهم المواد الغذائية اليابانية الموجودة حاليا في المطاعم المحلية؟

إن تنوع المطبخ الياباني يمنحنا قائمة واسعة من الخيارات. تحظى مطاعم السوشي بشعبية كبيرة في المناطق الحضرية في المغرب. لقد تحول السوشي، وهو طبق رمزي لفن الطبخ الياباني، إلى طبق يتكيف بشكل كبير مع رغبات المستهلكين في جميع أنحاء العالم. لسوء الحظ، من الصعب جدا الاستمتاع بالنكهة اليابانية الأصيلة في المغرب بسبب العديد من القيود.

نأمل في التغلب على هذه العقبات حتى يتم استخدام المكونات والتوابل اليابانية الأساسية مثل الأرز الياباني، والكاتسوبوشي، والسومين، والداشي، والشيزو، والنوري، والميسو، والثوم الأسود، وصلصات الصوجا اليابانية (تختلف عن صلصة الصوجا الصينية الموجودة في السوق المغربية)، بالإضافة إلى صلصة اليوزو والبونزو وصلصات شواء الدجاج واللحوم، دون أن ننسى لحم الواغيو، التي يتم استهلاكها على نطاق واسع في المغرب.

كيف يمكن للمصدرين اليابانيين تكييف منتجاتهم لتتوافق مع الأذواق الخاصة بالسوق المغربي؟

ومن الضروري التشديد على الدور الحاسم للمستوردين المغاربة في هذه المقاربة. إنهم في الخطوط الأمامية للأسواق المحلية ولديهم معرفة معممة باحتياجات المستهلكين وأذواقهم. ولذلك فمن الضروري التعاون الوثيق معهم.

وهذا التعاون ضروري لسببين رئيسيين: أولا، تقديم المشورة للشركات اليابانية المصدرة حول أفضل السبل لتكييف منتجاتها مع المتطلبات المحلية، مثل شهادة الحلال، على سبيل المثال. ثانيا، من المهم جدا أن ننقل للمستهلكين المحليين القيمة الأصيلة للمكونات اليابانية واستخداماتها المميزة.

هل لاحظتم زيادة في الطلبات المقدمة من رجال الأعمال المغاربة الراغبين في التواصل مع مصدري المنتجات اليابانية؟

يتلقى مكتبنا المزيد من الطلبات للدخول في شراكة مع مصدري المنتجات اليابانية، مثل لحوم الواغيو. ومن المهم الإشارة إلى أن بلدينا لم يتوصلا بعد إلى اتفاق يسمح باستيراد هذه اللحوم إلى السوق المغربية. ولسوء الحظ، فإننا لم نصل بعد إلى وضع يصل فيه الطلب إلى المستوى المأمول.

ما هي التحديات التي لا يزال المصدرون اليابانيون يواجهونها؟ وما الحلول التي تقترحونها لتجاوزها؟

يواجه المصدرون اليابانيون، وكذلك المستوردون المغاربة، العديد من التحديات. ويتعلق الأمر بالتكاليف المرتفعة للمنتجات المعروضة للبيع في السوق، وتكاليف النقل، والرسوم الجمركية المرتفعة في ظل غياب اتفاقية للتبادل الحر بين اليابان والمغرب، فضلا عن الاعتبارات المرتبطة بالدين، مثل شهادة الحلال أو نسبة الكحول في بعض المنتجات، مثل صلصات الصوجا اليابانية.

بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن اعتبار الطلب من قبل من المطعمة المحلية مرتفعا، وغالبا ما تفضل الشركات اليابانية التركيز على الأسواق حيث يمكنها بسهولة التصدير بكميات كبيرة، الأمر الذي ربما يكون قد أدى إلى جعل الوجهة المغربية ثانوية بالنسبة لهم لحد الآن. يمكن أيضا الإشارة إلى عائق اللغة، وخاصة صعوبة التواصل باللغة الإنجليزية. وفضلا عن ذلك، فإن فهم القوانين المحلية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالجمارك والسلامة الغذائية لكل منتوج، يطرح تحديات مهمة.

ومن المهم أن يعمل مصدرو المكونات اليابانية بشكل وثيق مع جميع الفاعلين في قطاع الأغذية، بما في ذلك الفنادق والمطاعم ومموني الحفلات، حيث إن هذه هي الأماكن التي يتجمع فيها المستهلكون الذين يبحثون عن منتجات غذائية عالية الجودة. وقد يكون أحد الاحتمالات هو العمل في شراكة مع شركات متخصصة في المكونات الغذائية اليابانية، ومقرها في باريس أو في أي مكان آخر، للقيام بحملة تهدف إلى التعريف بفن الطهي الياباني خلال فترة محددة.

وعلى الرغم من أنها ليست مكونات يابانية بحتة، إلا أن الشركات اليابانية تنتج وتبيع الغيوزا وصلصة الصوجا والأرز ورقائق البونيتو وغيرها من المنتجات، حتى داخل الاتحاد الأوروبي. ولكونها مصنوعة في أوروبا، فهي تتمتع بمزايا من حيث الرسوم الجمركية وتكاليف النقل. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من المكونات اليابانية الموجهة إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك المنتجات الحلال، تصل إلى المغرب عبر دبي، وهو ما قد يشكل ردا على المخاوف ذات الطابع الديني.

تحرير من طرف هاجر خروبي
في 10/12/2023 على الساعة 19:00, تحديث بتاريخ 10/12/2023 على الساعة 19:00