ورغم الأرباح الهائلة التي تحققها عائدات بيع المقررات الدراسية، إلاّ أنّ الكثير من أرباب المكتبات ما يزالون متشبثون ببيع الكُتب العلمية والتاريخية والأدبية والفكرية. ويرى الكثير من المسؤولين عن المكتبات بأنّ بيع الكُتب الفكرية قد تراجع منذ نهاية التسعينات، بعدما مضى ذلك الزمن الذي كانت تُباع فيه بقوّة كتابات عبد الله العروي ومحمد الجابري وطه عبد الرحمان وغيرهم. أّما اليوم فالكُتب الكثر مبيعاً تتمثل في الرواية والكُتب الدينية والكُتب العامّة المُرتبطة بمهارات التنمية الذاتية والطبخ. وهي عادة أصبحت تخلق رواجاً تجارياً بالنسبة للمكتبات غير المتخصصة، إذْ تدفعها إلى الاستثمار في هذه النوعية من الكُتب التي تباع بقوة في كل المواسم.
وحسب جميع آراء المكتبات والمسؤولين عن البيع، فإنّ الكُتب الأكثر مبيعاً هي الروايات والعلوم الدينية. فهناك جمهور كبير يُقبل على الروايات الجديدة خاصّة تلك التي تفوز بالجوائز وأحياناً الروايات الغربية المُترجمة حديثاً التي تجذب بدورها عددٌ كبير من القراء وتدفعهم إلى نسج علاقة قوية معها. أما الكُتب الدينية، فإنّ لها جمهور خاصّ وغالباً يأتي من كليات الآداب وكليات الشريعة بعددٍ من المُدن المغربية، حيث يحرص الطلبة والطالبات على اقتناء بعض المصادر الهامة في العلوم الدينية، بسبب انخفاض سعر مجلداتها والتي تُطبع غالباً في مصر ويتم تصديرها إلى المغرب انطلاقاً من بعض التمثيلات المحلية.
أمّا سبب اختيار بيع الكُتب مقارنة بالمقررات الدراسية، رغم العائدات القليلة. فإنّ بعض الآراء تقول بأنّ بيع المقررات الدراسية يتطلب ميزانية كبيرة لطبع هذه المقررات المتنوعة داخل الفصل الدراسي الواحد. كما أنّ قلة المستودعات لتخزين هذه المقررات الدراسية تحول دون الرهان عليها كأفق يُحقّق ربحاً مادياً بالنسبة لهذه المكتبات، التي ترى أنّه رغم ضعف الإقبال على القراءة في المغرب وتراجعها، إلاّ أنّ هناك الكثير من الناس الذين يعشقون القراءة وشراء الكتب، سواء خلال الموسم الدراسي الجديد أو خارجه.
