وفي هذا السياق، أشار عبد الرحمن أنفلوس، رئيس مصلحة سلاسل الإنتاج النباتي بالمديرية الجهوية للفلاحة لجهة الشرق، في تصريح لـLe360، إلى أن المديرية تعمل على تنظيم أيام تكوينية لفائدة فلاحي الجهة، لتعريفهم بهذه التقنية، وشرح الطرق المثلى للاستغلال البذور عبرها، مسلطا الضوء على الأهمية الاجتماعية والاقتصادية لهذه العملية، والتي تهدف حسب المتحدث نفسه إلى تعزيز الأمن الغذائي، والحفاظ على الموارد الطبيعية، مبينا أن وزارة الفلاحة التزمت بصفة مستمرة بتنمية الفلاحة المستدامة.
وأعرب المسؤول الفلاحي عن أن عملية البذر المباشر تحظى بأهمية خاصة في استراتيجية «الجيل الأخضر»، والتي تهدف إلى إقامة فلاحة قادرة على الصمود أمام التغيرات المناخية، معتبرا هذه التقنية ستساهم في الحفاظ على خصوبة التربة وتقليل التآكل، وتحقيق استخدام أكثر فعالية للمياه، مع تعزيز الإنتاجية الفلاحية المستدامة.
وفي إطار هذه المبادرة، يتم إطلاق برنامج الزرع المباشر للحبوب الخريفية على مساحة 3000 هكتار، تستفيد منه العديد من التعاونيات الفلاحية بالجهة، حيث يعتبر هذا البرنامج جزءً من المخطط الفلاحي الجهوي، الذي يهدف إلى إنجاز 50 ألف هكتار بالزرع المباشر، وذلك بحلول عام 2030.
وبيّن أنفلوس أن الزرع المباشر يمثل نهجا مبتكرا يعمل على تحسين استخدام الموارد، وتقليل التأثير البيئي، وتعزيز الاستدامة على المدى الطويل، من خلال الاستثمار في هذه التقنية، معتبرا أنها ستعمل على تعزيز مرونة الفلاحة تجاه التحديات المناخية الحالية والمستقبلية، وستعود بالفائدة على الفلاحين المحليين، من خلال تحسين ممارساتهم الفلاحية، وتقليل تكاليف الإنتاج، وزيادة الإنتاجية، إضافة إلى كونها تندرج في رؤية المغرب الشاملة بشأن الأمن الغذائي والتنمية القروية.
وأضاف المسؤول نفسه أن المديرية الجهوية للفلاحة لجهة الشرق تلتزم بشكل دائم تجاه الفلاحين المحليين، وتقدم إرشادا ودعما مستمرين لمساعدتهم في تحقيق الأهداف المحددة في المخطط الفلاحي الجهوي، مؤكدا على أن دور المديرية الجهوية لا يقتصر على إطلاق المبادرات، بل يتجاوز ذلك ليشمل أيضا مساعدة الفلاحين في اعتماد ممارسات فلاحية مستدامة، ومشددا على أن الخطة الطموحة للزرع المباشر المقررة في المخطط الفلاحي الجهوي لجهة الشرق حتى عام 2030، تعكس رؤية الجهة على المدى البعيد لتحقيق فلاحة أكثر كفاءة واحتراما للبيئة.