وخلال تغطيتنا وتصويرنا لهذا الربورتاج، لاحظنا تتابع السفن المعطلة التي كانت تجرها الآليات والرافعات الكبرى مباشرة من المياه المالحة إلى اليابسة بطريقة تبدو أكثر احترافية ومهنية تحترم فيها المؤسسة المُشرفة كل قواعد السلامة لضمان وصول القطع البحرية المدنية إلى أرضية الورشة حيث يتواجد حرفيون محترفون في كل الصناعات التي تتعلق بالبواخر والسفن على كبرها، من مهنيي النجارة واللحام والصباغة والميكانيك والهيدروليك الذين تجمعوا هناك في فناء الورشة التي تتسع لأكثر من 60 سفينة.
وأفاد سعيد الضاوي، رئيس ورشة صناعة وإصلاح السفن بمدينة طانطان، في تصريح لـLe360، بأن هناك إقبال كبير على صناعة السفن الحديدية أكثر من السفن الخشبية التقليدية بفضل متانتها الفائقة ومرونتها التصميمية وصيانتها المنخفضة مقارنة مع الخشبية، إضافة إلى المعالجات المضادة للتآكل وتحملها للأمواج والحرائق والضغط والصدمات، مع أن الورشة لم تخل من السفن الخشبية التي تنوعت أسباب تواجدها هناك بين الصناعة والإصلاح والصيانة والإجراءات الدورية لمنع الأعطال بطريقة استباقية.
من جانبه، أوضح عيسى أقشار، أحد زبناء هذه الورشة، والذي التقيناه وهو ينتظر إضفاء بعض رتوشات الصيانة على مركبته البحرية، أنه يتردد على هذه الورشة الصناعية منذ ما يقارب الـ20 سنة، منوها بأهميتها في حياة المهنيين البحريين عموما، لكونها قد «فكت العزلة» عن البواخر المعطلة بميناء الوطية بطانطان، بحيث لم يعودوا مضطرين إلى إرساء مركباتهم البحرية بموانئ بعيدة نوعيا عن ميناء طانطان مثل ميناء أكادير أو الصويرة أو ميناء آسفي، مما يسبب لهم معناة وخسائر كبيرة.
ومن شأن هذه الورشة التي تفرض نفسها بمدينة طانطان أن تساهم في تنويع مصادر الدخل هناك وأن تخلق مئات إن لم نقل آلاف فرص الشغل التقنية والحرفية، خصوصا مع وجود معهد خاص بالمهن البحرية بشاطئ الوطية حيث تتواجد الورشة نفسها، وأن تعزز البنى التحتية المينائية، وأن تنمي من الاستثمارات وترفع من حجم رؤوس الأموال في صناعة السفن وتفكيكها وأن تنعش توريد قطع الغيار واللوجستيك وتساهم أيضا في الاستقرار السكاني بالمدينة ومينائها.




