وأعرب عدد من الفلاحين الذين التقت بهم كاميرا le360، والمنتمون لجماعات قروية تابعة لعمالة وجدة أنكاد، عن سعادتهم بهذه التساقطات المهمة، والتي ساهمت في انتعاش الفرشة المائية، بعد سنوات من الاستنزاف بسبب الجفاف، مبينين أن لهذه الأمطار تأثير إيجابي على الفلاحة، خاصة الأشجار المثمرة، كالزيتون واللوز والخروب وغيرها.
وفي هذا السياق، بين محمد اليعقوبي، المدير الجهوي للفلاحة بجهة الشرق، أن الجهة عرفت تساقطات مهمة، خاصة الفترة الممتدة خلال أسبوعين، وبالضبط من 28 غشت الماضي إلى 13 شتنبر الجاري، حيث بلغت 17 مليمتر، معتبرا أن هذا الرقم يمثل زيادة بـ174 في المئة، مقارنة مع نفس الفترة بالنسبة لسنة عادية.
وأضاف المسؤول الفلاحي في تصريحه ل le360، أن نصيب إقليم فكيك كان هو الأكبر من هذه التساقطات، بحوالي 108 ميليلتر، متبوعا بإقليم جرادة ب 52، وعمالة وجدة أنكاد بـ45، فإقليم جرسيف بـ35، بينما لم تتعد التساقطات بأقاليم الناظور وبركان والدريوش ميليمترين اثنين.
وبخصوص تأثير هذه الأمطار، فقد أشار اليعقوبي أن تاثيرا كبيرا تجلى في حقينة السدود المتواجدة بالجهة، حيث انتقلت من 155 مليون متر مكعب، إلى 208،أي بزيادة 133 مليون متر مكعب خلال أسبوعين، وهو ما يشكِّل 30 في المائة من حاجيات مياه السقي لمجموع الأحواض السفلى لملوية، مضيفا أن ثلاث سدود بالجهة عرفت نسبة ملء 100 في المئة، وهي سد واو زا، وسد الصفيصف، وسد الركيزة، مشيرا إلى أن هذين السدين يشكلان منظومة مائية، تم الربط بينهما في إطار برنامج استثماري لوزارة الفلاحة، حيث تشكل حقينتهما البالغة 137 مليون متر مكعب، ستستفيد منها واحات فكيك، البالغ مساحتها 2100 هكتار.
وفي سياق متصل، بين المتحدث ذاته، أن لهذه التساقطات تأثير إيجابي أيضا على الفرشة المائية، وسيعطي دفعةً قويةً لصبيب نقاط الماء التي تعد بالمئات، وخاصة المخصصة لتوريد الماشية، بحكم أن الجهة تتميز بثروة حيوانية مهمة، مبينا أن الأمطار ستنعكس على المجالات الرعوية، مما سيكون في صالح الكسابة، إذ سيساعدهم فيما يخص الكلأ، مما سيخفض مصاريف العلف، والرفع من جودة اللحوم المنتجة محليا.