وتابعت يومية «الصباح»، في عددها الصادر ليوم الخميس 24 غشت 2023 هذا الموضوع، مبرزة أن رئيس الفدرالية البيمهنية لمنتجي ومصدري الخضر والفواكه، الحسين أضرضور، توقع نقصا في إنتاج مختلف أنواع الخضر والفواكه خلال الشهرين المقبلين، بسبب موجة الحرارة العاصفة التي اجتاحت منطقة سوس-ماسة، على الخصوص، حيث توجد أغلب الحقول والمزارع.
وأضافت اليومية، في مقالها، أن أضرضور أكد، في تصريح لها، أن مصالح وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية مازالت تشتغل على جرد الأرقام والمعطيات الدقيقة المتعلقة بالخسائر الناتجة عن موجة الحرارة، والتي وصلت يومي الجمعة والسبت 13 و14 غشت الجاري، إلى أكثر من 50 درجة مئوية في منطقة أكادير الكبرى، موضحا أن مزارعين في مختلف المناطق سجلوا أضرارا كبيرة، علما أن الفترة التي شهدت فيها المنطقة ارتفاعا قياسيا لموجة الحرارة، تزامنت مع غرس الفسائل الأولى لأنواع من الخضر والفواكه، مشددا على أن ما يسمى «بوكي دو فلور» الجنينية، تعرضت لأضرار حتى بالنسبة إلى المزارعين.
وأشار مقال «الصباح» إلى أن وزارة الفلاحة تنكب على إحصاء الخسائر ميدانيا، إذ توجه عدد من الخبراء إلى منطقة سوس-ماسة لهذا الغرض، في انتظار صدور النتائج التي على أساسها ستتخذ الحكومة إجراءات استثنائية للدعم، بموازاة حماية السوق والمستهلكين، مضيفا أنه من المتوقع أن يؤثر ضعف العرض على الطلب، وما سيعقب ذلك من تغيير في بنية الأسعار.
وطالب مهنيو القطاع الفلاحي وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية، بالتدخل لجرد الخسائر المسجلة على مستوى منطقة سوس-ماسة، بسبب موجة الحرارة القياسية التي اجتاحتها خلال الأيام القليلة الماضية، حيث قالت الجمعية المغربية لمنتجي ومصدري الفواكه والخضر (أبفيل)، والجمعية المغربية لملففي الخضر والفواكه (أمكوم)، في بلاغ مشترك، إنهما راسلتا الوزارة الوصية لكي تتدخل لجرد وحصر الخسائر المترتبة عن هذه الموجة، ووضع برنامج استعجالي استثنائي لدعم المنتجين.
وأضاف البلاغ ذاته، أن هذا التدخل من شأنه تمكين المنتجين من إعادة برمجة أغراسهم في إطار برنامج استدراكي، مبرزا أن موجة الحرارة التي تميزت بهبوب رياح لاهبة طيلة أربعة أيام، مصحوبة بعواصف وزوابع، «أتت على الأخضر واليابس، وطالت جميع الزراعات من الخضر والفواكه».
ولفت البلاغ المشترك الانتباه إلى أن الأمر «قد تترتب عنه اضطرابات في برنامج إمدادات الأسواق الداخلية والخارجية في الكميات والتوقيت، وأيضا اختلالات متعلقة بالعقود التي تربط المنتجين بزبنائهم»، حيث طالبت الجمعيتان الوزارة بوضع برنامج التأمين ضد الآفات، وبجعل الاضطرابات المناخية عنصرا هيكليا في برامج تنمية سلاسل الإنتاج»، مؤكدتين أن المزارعين مستعدون لاستدراك المنتوجات بأغراس جديدة، «إذا توفرت الشروط المادية والمعنوية لذلك».
وتابع البلاغ أن موجة الحرارة تزامنت مع غرس الخضر والفواكه تحت البيوت المغطاة، وهي عملية عادة ما يقوم بها الفلاحون في غشت من كل سنة، لتهييء الإنتاج المبكر، وبالتالي فإن وقع الموجة الحرارية كان قويا، إذ أتلفت جل الأغراس الفنية التي لم تتحمل درجات الحرارة.