وجرى الانطلاق الرسمي للمدينة بحضور علي خليل، والي جهة الداخلة-وادي الذهب وعامل إقليم وادي الذهب، ولبنى اطريشا، المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، إلى جانب مجموعة من الفاعلين الجهويين وممثلي السلطات المحلية.
وتوفر المدينة، الممتدة على مساحة 3.9 هكتارا، عرضا متنوعا من التكوينات التأهيلية والأساسية التي تتلاءم مع احتياجات المنظومة الاقتصادية للجهة وأولويات سوق الشغل. وستوفر طاقة استيعابية تصل إلى 1400 مقعدا بيداغوجيا، يخصص 840 منها لمتدربي السنة الأولى من التكوين المتوج بدبلوم والتأهيلي.
وتم إعداد العرض التكويني لهذا الصرح الجديد عبر مقاربة تعتمد على الذكاء الجماعي، حيث تم تصميمه حول 6 أقطاب مهنية تضم 26 شعبة متنوعة للموسم التكويني 2025-2026، على أن يصل العدد إلى 33 شعبة خلال السنة الثانية من التكوين. تعتمد المدينة مقاربة بيداغوجية تفاعلية ومنصات تطبيقية تحاكي واقع المقاولة لتشجيع اكتساب الكفاءات العملية.
وتشمل هذه الأقطاب ما يلي: قطب الفلاحة المزود بمزرعة بيداغوجية ومعدات زراعية (بيوت مغطاة، نباتات)؛ قطب النقل واللوجستيك المجهز بمنصات لوجيستيكية وحلبات للسياقة؛ قطب التجارة والتسيير الذي يضم مقاولة افتراضية للمحاكاة لتجهيز المتدربين لمهن المستقبل؛ قطب الرقمية والذكاء الاصطناعي المزود بمصنع رقمي يوفر فضاء مبتكرا لتجسيد الأفكار والمشاركة في مشاريع الانتقال الرقمي؛ إضافة الى قطب الصناعة الغذائية وقطب الصيد البحري.
كما تضم المدينة كذلك ملحقة متمثلة في المعهد المتخصص في الفندقة والسياحة بالداخلة (ISHT)، الذي يوفر 507 مقاعد بيداغوجية، مما يعزز عرض التكوين في هذين المجالين الحيويين بالجهة.
وصممت البنيات المشتركة لضمان التطور المهني والشخصي للمتدربين، وتشمل: فضاء للعمل المشترك، مصنع رقمي وحاضنة للمشاريع، مركز للغات والكفاءات الذاتية، مركز للتوجيه المهني ومكتبة وسائطية ومركز للندوات. كما تحتوي المدينة على فضاءات معيشية لتعزيز قيم العيش المشترك، تشمل دارا للمتدربين بطاقة استيعابية تبلغ 152 متدربا، بالإضافة إلى مقصف وفضاءات للقاء وملاعب رياضية متنوعة.
يأتي افتتاح مدينة الداخلة-وادي الذهب في سياق مواصلة تفعيل برنامج مدن المهن والكفاءات، وهو المشروع الثاني لخارطة الطريق لتطوير التكوين المهني، الذي قدم أمام الملك محمد السادس بتاريخ 4 أبريل 2019.
ومن المقرر أن يفتتح مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل مدينتين إضافيتين خلال السنة التكوينية 2025-2026 بجهتي مراكش-آسفي وكلميم-واد نون، ليرتفع عدد المدن المفتوحة إلى 10 مدن.
جدير بالذكر أن العدد الإجمالي لخريجي مدن المهن والكفاءات خلال الدفعات الثلاث 2023 و2024 و2025 بلغ 5866 خريجا، منهم 4483 من التكوينات الأساسية و1383 من التكوينات التأهيلية.
يواصل المكتب تعميم نظام «أقسام التميز» الذي انطلق في الموسم التكويني 2024-2025 بأربع مدن، ويهدف إلى تكوين نخبة من متدربي السنة الثانية عبر تأطير معزز وفرص تعلم غنية في شعب واعدة مثل الرقمية والذكاء الاصطناعي والصناعة.
وسيتم توسيع هذا النظام خلال الدخول التكويني 2025-2026 ليشمل ثلاث مدن جديدة، إضافة إلى تعزيز خارطة التكوين بتسع شعب إضافية ليصبح المجموع 14 شعبة، واستقبال أكثر من 400 متدرب.
ويواصل مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل جهوده لخدمة الأقاليم الجنوبية، حيث يوفر عرضا تكوينيا متنوعا يضم 132 شعبة تلبي متطلبات سوق الشغل، بطاقة استيعابية إجمالية تبلغ 22233 مقعدا بيداغوجيا، موزعة على 16 مؤسسة تغطي 13 قطاعا حيويا.
يشار إلى أن إنجاز مدينة المهن والكفاءات الداخلة-وادي الذهب تطلب غلافا ماليا بلغ 238 مليون درهم، بمساهمة من مجلس الجهة بلغت 30 مليون درهم.
