وفي كلمة له في مستهل اللقاء، استعرض مولاي الحسن أحبيض رئيس جامعة القاضي عياض، سياق اللقاء الهام والذي يعد سابقة في تاريخ جامعة مراكش، والذي يهم التحضير المشترك لمؤتمر صندوق النقد الدولي الذي سيعقد بحضور أكثر من 350 طالبة وطالب يمثلون جامعة القاضي عياض وجماعة محمد الخامس وجامعة محمد السادس المتعددة التخصصات والجامعة الدولية بالرباط.
وقدم احبيص خلال كلمته ورقة تعريفية بجامعة القاضي عياض، التي تضم 115000 طالب وطالبة، منذ تأسيسها سنة 1978 وتطور بنياتها المؤسساتية بمدن الجهة وبنياتها البحثية والبيداغوجية.
وشدد الرئيس على أن المغرب في ظل الرؤية المستنيرة للملك محمد السادس يعمل بلا كلل من أجل تنميته، خاصة مدخل التنمية البشرية، حيث تبنت البلاد نموذجا تنمويا جديدا ينتظر منه تحقيق التنمية الطموحة عبر تنمية رأس المال البشري والاستدامة الاجتماعية والبيئية والإنصاف الاقتصادي.
وأبرز أن جامعة القاضي عياض ملتزمة باستثمار كل هذه الجهود الرسمية للدولة، لتدريب طلبتها كقادة متملكين للكفايات اللازمة للمساهمة الفعالة في نماء المغرب وازدهاره، وأن زيارة المديرة العامة للنقد الدولي تأتي في لحظة حاسمة للجامعة المغربية، حيث يجري وبشكل فعلي التنزيل النهائي للإجراءات الجديدة الهادفة إلى تسريع التحول في منظومة التعليم العالي للعام الدراسي المقبل 2023-2024. وكل ذلك يقول رئيس جامعة القاضي عياض بهدف تحسين جودة التعليم العالي ومواءمة الجامعة المغربية مع المعايير الدولية، دون أن يخفي حماسة كل مكونات الجامعة في رؤية تأثير خطة العمل الجديدة على الطلبة ليكونوا قادرين على مواجهة تحديات العالم المعاصر.
كما اغتنم رئيس جامعة القاضي عياض فرصة اللقاء لإطلاع كريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، على المقومات العلمية والمهارية لطلبة جامعة القاضي عياض والجامعة المغربية، حيث أكد أنهم أصبحوا يتمتعون بقيم المواطنة العالمية والانفتاح على الثقافات والوعي بالمسؤولية الأممية للتنمية الشاملة، وأنه بفضل البرامج التعليمية لجامعة القاضي عياض المتعدد المناهج، استطاع طلابها تطوير مهاراتهم اللغوية والتي وصفها بالاستثنائية، مما يتيح لهم التواصل بسهولة مع محاورين من جميع الجنسيات ودرايتهم بالأهمية الحاسمة للمهارات العلائقية والسلوكية التي تسمح لهم بالتكيف مع التحديات التي يفرضها العالم المعاصر.
ليخلص في كلمته الى أن الكفاءات التي تولت تدريب أكثر من 350 طالب وطالبة سيعملون بروح الفريق الواحد، لتمكينهم من الكفايات الإبداعية وحل المشكلات العويصة والتكيف بسرعة معها وبناء مواقف جديدة، واصفا مشاركة طلبة جامعة القاضي عياض في التحضير لهذا المؤتمر الدولي بمبعث ثقة، بحيث سترقى مساهمتهم إلى مستوى التوقعات، وذلك بفضل التزامهم وكفاياتهم المهارية.
وعقب ذلك أكدت كريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، التي استهلت كلمتها بتحية « السلام عليكم » بلغة عربية رقيقة، أن اختيار المغرب لاحتضان ما وصفته بكأس العالم المالي يعكس ثقتها وثقة فريقها في المغرب بفضل الإصلاحات القوية التي انخرط فيها كشريك أساسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأن هذا الاختيار استند فيه فريقها على معايير دولية دقيقة ضمن عدد من الاختيارات الدولية الأخرى. وأبدت اعتزازها بالمؤشرات النوعية للجامعة المغربية في السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن مؤسستها ستبقى دوما رهن إشارة شركائها.
من جهتها، أعربت الوزيرة نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية، عن اعتزازها بثقة صندوق النقد الدولي في المغرب وكفاءاته الشابة، مؤكدة أن هذه الثقة تعود في جزء كبير منها للسياسة الرشيدة التي يقودها الملك محمد السادس في سبيل مغرب مؤمن بإمكاناته الذاتية ومنفتح على الشركاء الدوليين بما فيهم البنك الدولي.
وشددت الوزيرة على أن الحكومة الحالية ستعمل بمعية صندوق النقد الدولي على إنجاح هذا الحدث الدولي الهام والدفع به نحو تحقيق الغايات السامية منه.