بعد إدخال زراعات جديدة مقاومة للتغيرات المناخية إلى المنطقة، وخاصة زراعة وإنتاج حبوب « الكينوا »، يأتي دور الزعفران النبتة التي بدأ الاهتمام بغرسها حديثا بجهة الشرق، باعتبارها من الزراعات التي تساهم أيضا في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمناطق القروية.
تجربة زراعية فريدة
شهدت التجربة إقبالا من فلاحين وشباب منطقة جبال بني يزناسن، وخاصة في دوار « تانزارت » بجماعة الشويحية. وتم تأطير هؤلاء الشباب من قِبل جمعية الدار العائلية القروية بني يزناسن، التي وفرت لهم دورات تدريبية شاملة تهدف إلى تعزيز مهاراتهم في تقنيات زراعة الزعفران، بدءا من إعداد التربة والتسميد، إلى الجني والتثمين، مع التركيز على إدارة المشاريع الفلاحية الصغيرة.
جميلة والفقير، مساعدة تقنية بالمشروع، أكدت أن اختيار الزعفران كزراعة بديلة ينبع من قدرته على تحمل التغيرات المناخية واستهلاكه المحدود للمياه، مما يجعله خيارا استراتيجيا للمنطقة. كما أوضحت أن نجاح التجربة يرتكز على دعم الفلاحين ومواكبتهم ميدانيا، لضمان تطبيق أفضل الممارسات الزراعية.
دور جمعية الدار العائلية القروية
أشار محمد القادري، رئيس الجمعية، إلى أن هذه المبادرة تعد نموذجا رائدا في تأطير وتكوين الشباب بالمجال القروي، حيث تسعى الجمعية لمنحهم فرصة ثانية للاندماج في النسيج الاجتماعي والمهني.
وتعمل الجمعية بشراكة مع وزارة الفلاحة لتطوير مهارات هؤلاء الشباب في مجالات متعددة، تشمل التشجير، تربية الماشية، وتربية النحل.
وأوضح القادري أن تجربة زراعة الزعفران تهدف إلى تعليم الشباب مهارات زراعية جديدة تتماشى مع التطورات الحديثة، بما يسهم في تحسين مداخيلهم وتعزيز استقلاليتهم الاقتصادية.
آفاق واعدة
يعد نجاح زراعة الزعفران بإقليم بركان نموذجا مشجعا لاعتماد زراعات مبتكرة ومستدامة في المناطق القروية.
ومن شأن هذه التجربة أن تفتح آفاقا واسعة لتطوير قطاع الزراعة بالمنطقة، بما يخدم أهداف التنمية المستدامة وتحسين مستوى عيش الساكنة.
le360