وأشار الوزير في رده، الذي توصل Le360 بنسخة منه، إلى أن مجموع استثمارات المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب على مستوى إقليم جرسيف، بلغ خلال العقدين الأخيرين ما يناهز 190 مليون درهم، مبينا أن المشاريع التي توجد في طور الإنجاز أو المبرمجة بقطاع الماء الشروب بالإقليم، تقدر بما يناهز 500 مليون درهم.
وأضاف المسؤول الحكومي أن المكتب يهدف من خلال هذه المشاريع إلى تقوية الإنتاج، وتحسين خدمات التوزيع بالجماعات التي يسهر بها حاليا على تسيير خدمة الماء الصالح للشرب، حيث يتم حاليا تزويد مدينة جرسيف بالماء الصالح للشرب انطلاقا من الموارد المائية الجوفية، بواسطة عشرة أثقاب وبئر واحد بصبيب إجمالي يقدر بـ116 لتر في الثانية، مؤكدا أن هذه المنشأة المنجزة على مستوى هذه الجماعة، مكّٓنت خلال العقدين الأخيرين من الاستجابة للطلب على هذه المادة الحيوية بصفة ملائمة.
واعتبر الوزير، في الحواب ذاته، أن الإفراط في استغلال المياه الجوفية في ميدان الفلاحة مع توالي سنوات الجفاف، تسبب في انخفاض الفرشة المائية، مما أسفر عن عجز في الإنتاج، أدى إلى اضطرابات في تزويد مدينة جرسيف بالماء الشروب، مبينا أنه وللتقليص من آثار هذا العجز، وبتنسيق مع السلطات المحلية، تم وضع برنامج للتوزيع، بشكل يضمن لكل الساكنة الحصول على الماء الشروب بشكل منتظم ومتكافئ، مضيفا أنه ولمحدودية الموارد المائية الجوفية الممكن تعبئتها، وكذا ارتباط إنتاجيتها بالتساقطات المطرية، فإن المكتب بصدد إنجاز مشروع مهيكٓل، ويهدف هذا المشروع إلى تزويد الإقليم بالماء الصالح للشرب انطلاقا من سد تاركا أومادي الذي يوجد في طور الإنجاز، مشيرا إلى أنه سيتم أيضا إنجاز مشروع لتقوية الإنتاج بصبيب 49 لتر في الثانية، انطلاقا من المياه الجوفية، في إطار اتفاقية المخطط الاستعجالي الخاص بحوض ملوية.
وبخصوص جماعة تادرت، فقد كشف بركة أن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يسهر على تسيير قطاع الماء الصالح للشرب بهذه الجماعة منذ 2003، حيث قام المكتب سنة 2008، في إطار تعميم خدمة التزويد بالماء الصالح للشرب، بإنجاز الشطر الأول من مشروع تزويد 17 دوارا بالماء الصالح للشرب، انطلاقا من المركز، والشطر الثاني الخاص بتزويد 28 دوارا، انطلاقا من قناة الجر باب لوطا، وتم الشروع في استغلال سنة 2019، مضيفا أنه بالنسبة للدواوير المتبقية بالمنطقة الجنوبية، فإن المكتب بصدد إنجاز الدراسات التقنية لتزويدها بالماء الصالح للشرب، عبر قناة جر انطلاقا من سد تاركا اومادي، والتي من المنتظر إنهائها متم سنة 2023.
ويندرج هذا المشروع، حسب المصدر ذاته، في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، حيث أكد الوزير أن إنجازه يبقى رهينا بتوفير الاعتمادات المالية اللازمة، ومساهمة الجماعة في التمويل، وفق المساطير المعتمدة، في إطار تعميم التزود بالماء الصالح للشرب بالعالم القروي.
وأبرز المسؤول الحكومي أنه بخصوص جماعة مزكيتام، فإن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يسهر على تسيير قطاع الماء الصالح للشرب بهذا المركز منذ 2011، مبينا أنه ومن أجل تحسين تزويد جماعة مزكيتام بالماء الشروب، قام المكتب بإنجاز الشطر الأول من مشروع يهم تقوية تزويد المركز و3 دواوير مجاورة، انطلاقا من قناة الجر اكنول، حيث تم الشروع في الاستغلال خلال صيف سنة 2022، إضافة إلى إنجاز دراسة شاملة من أجل تزويد باقي دواوير الجماعة بالماء الصالح للشرب، وذلك وفق شطرين آخرين، ومؤكدا أن الدراسة التفصيلية للشطر الثاني منتهية، وإنجاز الأشغال رهين بتوفير الاعتمادات المالية والمصادقة على الاتفاقية، إذ أن هذا الشطر مقترح للتمويل والإنجاز من قبل مجلس جهة الشرق، في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالعالم القروي، في حين يبقى الشطر الثالث، وهو شطر تكميلي مرتبط بالشطر الثاني، رهين بتوفر الاعتمادات المالية وإنجاز منشآت الشطر الثاني.
وبيّن بركة أنه بخصوص جماعة هوارة أولاد رحو، فباستثناء 11 دوارا محاذيا لمدينة جرسيف، والتي يتم تزويدها بالماء الصالح للشرب انطلاقا من شبكة التوزيع بمركز جرسيف، فإن الجماعة هي التي تسهر على تدبير قطاع الماء الصالح للشرب بترابها، سواء عبر مصالحها مباشرة، أو عبر الجمعيات المحلية، مبرزا أنه وفي انتظار تفعيل تدخل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بهذه الجماعة المرتقب خلال السنوات القادمة، فإن المكتب بصدد إنجاز الدراسات التقنية الأولية لتزويد 29 دوارا تابعا لهذه الجماعة، انطلاقا من خزان 6000 متر مكعب، قناة الجر لسد تاركا أومادي.
ويبقى إنجاز هذا المشروع، حسب المصدر ذاته، رهينا بإنجاز أشغال السد سالف الذكر، والانتهاء من الدراسات التفصيلية، وتوفير الاعتمادات المالية اللازمة.
وفي ما يتعلق بباقي جماعات إقليم جرسيف، وهي جماعات صاكة، المريجة، الصباب، بركين، راس لقصر، أولاد بوريمة، فقد أبرز بركة أن هذه الجماعات تتولى تسيير قطاع الماء بنفسها، سواء عبر مصالحها مباشرة، أو عبر الجمعيات، وفي انتظار تفعيل تدخل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب على مستوى هذه الجماعات المرتقب خلال السنوات القادمة، فإن المكتب بصدد إنجاز الدراسات التقنية لتزويد المراكز السالفة الذكر والدواوير التابعة لها.