وانطلق معرض دبي للطيران في 17 نونبر، وتعول شركات تصنيع الطائرات العالمية بوينغ وإيرباص وبومبارديي وإمبراير على المعرض للحصول على العديد من الطلبات. ويشهد قطاع الطيران العالمي طفرة في الطلبات، والتي يعجز المصنعون لمواكبتها، مما سيؤدي إلى زيادة الطلبات في المعرض.
وفي مواجهة تأخيرات تسليم الطائرات، تتجه شركات الطيران العالمية إلى مراجعة استراتيجياتها الخاصة بأساطيلها من خلال التخطيط للنمو طويل الأمد وتوقع الطلبات المستقبلية. وهكذا، مع استمرار نمو الطلبات، ستستغرق عمليات التسليم وقتا أطول.
شهدت إفريقيا، التي ستحتاج، وفقا لتقديرات كبرى الشركات المصنعة -بوينغ وإيرباص- إلى أكثر من 1200 طائرة جديدة على مدى العقدين المقبلين، زيادة كبيرة في عمليات شراء الطائرات منذ نهاية جائحة كوفيد-19. وتعمل شركات الطيران على تحديث وتوسيع أساطيلها.
ونتيجة لذلك، وبعد الإعلانات المهمة عن طلبات الطائرات التي تمت في النسخة السابقة في نونبر 2023 من قبل الخطوط الجوية الإثيوبية والخطوط الملكية المغربية ومصر للطيران وغيرها، يتوقع المراقبون أن تشهد هذه النسخة العديد من الطلبات من شركات الطيران في جميع أنحاء القارة.
ومنذ بداية المعرض، تم تسجيل ثلاث طلبات طائرات من قبل شركات الطيران الإفريقية. أولا، قدمت الخطوط الجوية السنغالية طلبا لشراء تسع طائرات بوينغ 737 ماكس، مع خيار لست طائرات إضافية. وجرى حفل التوقيع بحضور وزير البنيات التحتية والنقل البري والجوي السنغالي، يانكوبا دييمي، وبراد ماكمولين، نائب رئيس المبيعات والتسويق العالمي في بوينغ.
وبعد أن واجهت الشركة صعوبات في السنوات الأخيرة بسبب توقف طائراتها عن العمل بسبب نقص قطع الغيار والنزاعات مع مؤجري الطائرات، فإن هذا الطلب من الخطوط الجوية السنغالية يندرج في إطار استراتيجية لتحديث أسطولها وتعزيز الأداء التشغيلي، من أجل دعم توسع شبكتها الجهوية والدولية.
وأكدت الخطوط الجوية السنغالية أن هذه الطائرات الجديدة ستوفر تجربة سفر «أكثر موثوقية وراحة واستدامة»، مع تعزيز مكانة داكار كمركز جوي رئيسي في غرب إفريقيا. وتعتزم الخطوط الجوية السنغالية استخدام طائرات 737 ماكس لخدمة المدن الأوروبية الثانوية وفتح مسارات جديدة تربط مركزها في داكار بالشرق الأوسط والقارة الأمريكية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه أول طلبية لشركة الطيران الوطنية السنغالية من بوينغ منذ 20 عاما. وكانت الشركة قد اختارت إيرباص في السنوات الأخيرة.
ثانيا، حصلت الشركة الأمريكية على طلبية جديدة من أكبر زبنائها في فريقيا، ويتعلق الأمر بالخطوط الجوية الإثيوبية. وقد قدمت شركة الطيران الإفريقية الرائدة طلبا جديدا لشراء إحدى عشرة طائرة بوينغ 737 ماكس-8 جديدة. وبهذا الطلب، يرتفع إجمالي عدد طائرات ماكس التي تنتظر التسليم لدى الخطوط الجوية الإثيوبية، صاحبة أكبر أسطول في القارة، إلى 39 طائرة. وستستمر عمليات تسليم الطائرات التي طلبتها الشركة في معرضي الطيران (2023 و2025) حتى نهاية العقد.
Ethiopian Airlines a passé une nouvelle commande ferme de 6 A350-900, consolidant sa position de premier client de cet appareil du constructeur Airbus en Afrique.
لإيواء أسطولها، الذي من المتوقع أن يصل إلى 250 طائرة بحلول عام 2035، تعمل الخطوط الجوية الإثيوبية حاليا على بناء مطار جديد في بيشوفتو بتكلفة 10 مليارات دولار لتخفيف ازدحام الحركة الجوية في مطار أديس أبابا، الذي يقترب من الإشباع.
يُعدّ هذان الطلبان اللذان أعلنت عنهما بوينغ دليلا على نشاط شركة تصنيع الطائرات الأمريكية في أحد أسرع أسواق الطيران نموا في العالم. وإذا لم تكشف بوينغ عن قيمة الطلبين المؤكدين لشراء 20 طائرة من كل من الخطوط الجوية السنغالية والخطوط الجوية الإثيوبية، فإن أسعار الحالية تعطي فكرة عن المبالغ المعنية.
وهكذا، تتراوح أسعار طائرات من نوع 737 ماكس بين 85 مليون دولار و122 مليون دولار للوحدة. ومع ذلك، تجرى عمليات الشراء بأسعار أقل من السعر الموجود في الكتالوج، وذلك حسب المفاوضات، والزبون، ونوع الطائرة، والخيارات التي تختارها شركة الطيران.
تفسر بوينغ اختيار شركتي الطيران بأن «طائرات 737 ماكس تقدم لشركات الطيران أداء ومرونة وأسعار استثنائية. تتيح التطورات التكنولوجية خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون واستهلاك الوقود بنسبة 20%». تفسر هذه المزايا لماذا، على الرغم من حوادث التحطم والنكسات التي تعرضت لها هذه الطائرة، تتمتع بوينغ 737 ماكس بأكثر من 100 زبون حول العالم وطلبات مؤكدة لما يقرب من 7000 طائرة.
وأوضحت بوينغ: «يسافر أكثر من مليون مسافر على متن طائرة 737 ماكس يوميا، مما يجعلها حجر الزاوية في صناعة النقل الجوي التجاري العالمية».
بالإضافة إلى الطلبيات الموجهة ابوينغ، قدمت الخطوط الجوية الإثيوبية أيضا طلبا جديدا لست طائرات من نوع إي 350-900، معززة بذلك مكانتها كأكبر زبون لطائرات إي 350 في إفريقيا. وقعت الاتفاقية على هامش المعرض من قبل ميسفين تاسيو الرئيس التنفيذي للمجموعة الإثيوبية وبينوا دو سانت إكزوبيري نائب الرئيس التنفيذي للمبيعات في قسم الطائرات التجارية في شركة إيرباص.
تعد طائرة إي 350 أحدث طائرة عريضة البدن في العالم، مصممة للطيران لمسافة تصل إلى 9700 ميل بحري (18000 كيلومتر) دون توقف. وفضلا عن ذلك، بفضل أحدث جيل من محركات رولز رويس، يتيح استخدام مواد خفيفة الوزن خفض استهلاك الوقود بنسبة 25%.
يسعدنا توسيع أسطولنا من طائرات إيرباص بهذه الطلبية وتعزيز شراكتنا. وبصفتنا شركة الطيران الرائدة في القارة وأكبر مشغل لطائرات إي 350، فإن هذه الطلبية المهمة تعزز رؤيتنا للنمو المستدام، مع توفير تجربة سفر من الدرجة الأولى لركابنا،" وفق ما أكده الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الإثيوبية.
من جانبها، سجلت شركة إمبراير البرازيلية المصنعة أول طلب لها من طيران ساحل العاج. طلبت الشركة أربع طائرات من طراز إمبراير من نوع «EA75»، مجهزة بـ76 مقعدا. يتضمن هذا الطلب خيار شراء ثماني طائرات إضافية.
سيتم تسليم هذه الطائرات في عام 2027، مما سيسمح لشركة طيران ساحل العاج بتعزيز أسطولها وتوسيع شبكة خطوطها الجهوية والدولية. ووفقا لمسؤولي الخطوط الجوية الإيفوارية، ستحل طائرات إمبراير الأسرع، بمداها الموسع وتقنياتها المتطورة، محل طائرات بومبارديي المستخدمة حاليا على الخطوط الداخلية والإقليمية تدريجيا.
وبذلك، تظهر شركة طيران ساحل العاج طموحها في البقاء كلاعب رئيسي في مجال النقل الجوي في غرب أفريقيا، في حين تقدم لزبنائها خدمة تجمع بين الراحة والسلامة والأداء التشغيلي الرفيع المستوى.
ومن خلال هذه الطلبات، تعمل شركات الطيران الإفريقية على تكثيف برامج تجديد أساطيلها والاستجابة للطلب المتزايد على السفر في بيئة تتميز بتحرير متزايد للمجال الجوي الأفريقي.
وأخيرا، تجدر الإشارة إلى أن منظمي معرض دبي للطيران أعلنوا عن مشاركة 1500 عارض، منهم أكثر من 400 عارض جديد، ويتوقعون استقبال ما يقرب من 150 ألف زائر، منهم 490 وفدا مدنيا وعسكريا. ووفقا للمنظمين، سيعرض أكثر من 200 طائرة في معرض هذا العام، الذي يقام من 17 إلى 21 نونبر.








