وحسب معاينة ميدانية لـ le360 فإنّ شراء المقررات المُستعملة بدأ يتراجع في السنوات الأخيرة، إذْ رغم الارتفاع المهول للمؤلفات المدرسية الجديدة، إلاّ أنّ المغاربة يُفضّلون الشراء لأولادهم مقررات جديدة كنوع من الحظوة الاجتماعية، على الرغم من ارتفاع أسعارها مقارنة سنواتٍ خلت. وتختار العائلات شراء المقررات الجديدة على حد تعبير بعضهم في « رؤية أبنائهم فرحون » بهذه المقررات التي تخلق لهم البهجة والفرحة في قلوبهم ولا تجعلهم يشعرون بـ « الحكرة » أمام التلاميذ الآخرين داخل القسم. وحسب تعبيرهم، فإنّ المقررات الجديدة « تُشجّع النفس على محبّة الدراسة » وتُظهر حجم اهتمام التلميذ بدروسه.
في حين يعتبر بعض المواطنين أنّ سبب شراء بعض الأسرة للمقرّرات الجديدة نابعٌ من « الرغبة في التميّز لا أكثر » وحرصهم الشديد على الظهور حسب تعبير بعض الباعة بمظهر « البريستيج » رغم أنّ بعض الأسر أحياناً، لا تتوفّر على موارد مالية كبيرة تسعفها على شراء مقرّرات ولوازم ولباس وأداء للتأمين المدرسي السنوي المفروض.
يرى بعض الكتبيين أنّ واقع بيع المقررات المُستعملة تبقى موسمية وذات دخل محدود جداً مقارنة بالأرباح التي تُحقّقها المكتبات العامّة وراء بيع المقررات الجديدة. فهي « مهنة من لا مهنة له » تدفع العديد من الشباب ممّن يعانون من البطالة إلى ارتياد الأسواق المحلية والأحياء الشعبية لخلق تجارة صغيرة تُحقّق لهم بعض الحاجيات اليومية. بيد أنّ شراء المُستعمل من المقرّرات الدراسية ليس حكراً على الفقراء، بل هناك العديد من الأسر المتوسطة التي تُفضّل المقررات المُستعملة، بحكم أنّها ما تزال صالحة للتعلّم والدراسة.
في حين يعتبر البعض الآخر أنّ عملية بيع المقررات المُستعملة تخلق على الأقلّ رواجاً موسمياً صغيراً للدراويش داخل الأحياء الشعبية، بكل ما تعرفه المهنة من شراء وبيع وتبادل. وهي عملية تجارية تكون مُربحة في بعض الأيام وتُحقّق مدخولاً متوسطاً للبائع وتدفعه إلى شراء مقررات « نقية » وإعادة بيعها من جديد. ويرى بائع كتب أخرى بأنّه رغم العائدات المالية الصغيرة وراء عملية بيع المُستعمل، هناك منافسة شرسة بين التجار الصغار والكبار الذين يحاولون أنْ يحتكروا المهنة، إذْ يشتروا حسب تعبير بعض الشباب كميات كبيرة من المقرّرات بعض الانتهاء من مرحلة البيع وبداية الدراسة، ويتم تخزينها إلى السنة القادمة وبيعها بثمن أقلّ، لكنّه رغم ذلك مُربحٌ لهم. كما يرى البعض بأنّ العديد من الطلبة الجامعيين جعلوا من هذه المهنة الموسمية، ممارسة سنوية للادخار للسنة الجامعية، وما يُرافقها من شراء للكتب ووسائل التنقلّ العمومي والطباعة وحضور الأنشطة والمحاضرات التي تكون أحياناً خارج المُدن التي ينتمون إليها.