خوفا من مرض اللسان الأزرق.. المغرب يشدّد شروط استيراد الأبقار من أوروبا

خلافا للأخبار التي انتشرت بخصوص منع استيراد الأبقار من الدول الأوروبية، أكدت مصادر متطابقة لـLe360 أن الأمر يتعلق بتشديد شروط المراقبة وليس منع الإستيراد.

ووفق تصريحات استقيناها من عدد من المستوردين بمناطق مختلفة بالمملكة، فقد توصل المهنيون بإشعارات تفيد تقييد استيراد الأبقار من الدول الأوروبية، خوفا من انتقال عدوى مرض اللسان الأزرق وبعض الأمراض المنتشرة حاليا بالخارج، إلى القطيع الوطني.

وحسب المتحدثين، فإن الأمر لا يتعلق بمنع الاستيراد وإنما فقط بتشديد شروط المراقبة الصحية ومنح التراخيص.

لتفادي دخول العدوى

بعد انتشار مرض اللسان الأزرق الذي يصيب المواشي في عدد من الدول الأروبية، وبعد تسجيل بعض الإصابات في الأبقار الموجهة للذبح بالمغرب، والتي تم استيرادها من الخارج، شدد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، إجراءات مراقبة وشروط استيراد الأبقار لتفادي دخول المرض وحماية القطيع الوطني.

وأكدت مصادر جيدة الاطلاع لـLe360، أن المصالح البيطرية التابعة لـ«أونسا» رصدت وجود إصابات بهذا المرض وسط الدفعات التي وصلت إلى البلاد خلال الأشهر الماضية، وبالرغم من كونها حالات قليلة إلا أن السلطات المعنية ارتأت ضرورة اتخاذ اجراءات استباقية لحماية القطيع الوطني.

وحسب مذكرة وجهها المدير العام للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية إلى المدراء الإقليميين، اطلع Le360 على نسخة منها، فقد «أظهرت التحقيقات التي أجريت على الماشية المستوردة من بعض الدول خلال فترة الحجر الصحي، وجود بعض حالات عدم المطابقة وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها».

وحفاظا على الوضع الصحي للقطيع الوطني مع ضمان استمرار عمليات استيراد الماشية، حث المدير العام للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية المدراء الإقليميين على تطبيق إجراءات جديدة اعتبارا من 15 نونبر 2023.

ويتعلق الأمر، بإصدار الموافقات الصحية الخاصة باستيراد الماشية، بالنسبة للبلدان التي أبرم معها ONSSA شهادات صحية نموذجية لاستيراد الماشية المعدة للذبح وتلك المخصصة للتسمين.

وفيما يخص ذبح أبقار التسمين المستوردة خلال فترة الحجر الصحي بالمغرب، أشار المكتب إلى أن المصالح البيطرية التابعة له هي التي ستتكلف بمنح التصاريح بذبحها شريطة أن تكون مصحوبة بوثيقة داعمة صادرة عن المصالح البيطرية، وتوجيهها فقط إلى المجازر الخاضعة للمراقبة.

ما هو مرض اللسان الأزرق؟

اللسان الأزرق أو الحمى الرشحية، هو مرض مُعدي يسببه فيروس من فصيلة Réoviridés، صنف Orbivirus. يصيب هذا المرض على الخصوص الأغنام، الماعز، الأبقار، الجمال والمجترات البرية.

وحسب « أونسا »، فإن العلامات السريرية لهذا المرض تظهر فقط عند الأغنام ويتم نقله عن طريق البعوض spp Culicoides وعلى الخصوص النوع Culicoides imicola بالنسبة للمغرب.

ومن أهم أعراض هذا المرض: ارتفاع درجة الحرارة، إلتهاب وتقرح وتآكل ونخر الغشاء المخاطي للفم، توذم وأحياناً زرقة في اللسان، عرج بسبب إلتهاب تاج الظلف أو إلتهاب القدم والعضلات، الإجهاض.

كما يمكن أن يسبب الموت في حدود 8 إلى 10 أيام أو الشفاء البطيء المصحوب بتساقط الصوف و العقم و تأخر النمو.

الوضعية الوبائية على المستوى الوطني

ظهر المرض لأول مرة في المغرب في شتنبر 2004 في منطقة الغرب، قبل أن ينتشر بعد ذلك إلى أجزاء أخرى من البلاد، حيت تم خلال شهرين تسجيل 230 بؤرة موزعة على 14 إقليم، (1876 حالة دون أن يتجاوز معدل الوفيات 1.3٪).

وفي شتنبر من عام 2006، عاود المرض الظهور مرة أخرى و ذلك بشرق البلاد حيت أبرزت التحاليل المخبرية عن وجود عثرة جديدة للفيروس (العترة 1)، وتم تسجيل ما مجموعه 500 بؤرة لهذا المرض (2028 حالة و متوسط معدل وفيات قدره 0.75 ٪) وذلك في 19 إقليم.

وفي سنة 2007، اتسمت الحالة الوبائية على المستوى الوطني لهذا المرض بظروف مناخية ملائمة لتكاثر و إنتشار الحشرات الناقلة للفيروس مما أدى إلى انتشار واسع لبؤر هذا المرض على الصعيد الوطني، ففي هذه السنة، تم تسجيل 1076 بؤرة لهذا المرض موزعة على 43 إقليم.

تجاوزات في عملية الاستيراد

رصد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وجود تجاوزات في عملية استيراد الأبقار الموجهة للذبح، والتي أطلقتها الحكومة بعد الارتفاع الصاروخي الذي عرفته أسعار اللحوم الحمراء، بعدما تجاوزت سقف المائة درهم.

ووفق ما ورد في المذكرة ذاتها، « ففي إطار التدابير التي اتخذتها وزارة الفلاحة سنة 2023 لتعزيز تموين السوق الوطنية باللحوم الحمراء، لا سيما من خلال تشجيع الفاعلين على استيراد الماشية المعدة للذبح، اتخذ المكتب جميع الترتيبات الضرورية والعاجلة لدعم تقدم هذه العملية في أفضل الظروف لكنه وقف على عدم احترام بعض المستوردين على الشروط المتفق عليها».

وتحقيقا لهذه الغاية، تم إبرام عدة نماذج من الشهادات الصحية لاستيراد هذه الفئة من الماشية مع الجهات الرسمية المختصة في الدول المصدرة، بالإضافة إلى وضع مدونة إجراءات محددة توضح كيفيات القيام بهذه العملية.

وأظهر رصد سير عمليات استيراد الأبقار المعدة للذبح، تضيف المذكرة، أن غالبية الأبقار الموجهة للذبح المستوردة لم يتم ذبحها ضمن الآجال المحددة، وتم الاحتفاظ بها من قبل الفاعلين لأغراض التسمين بهدف ذبحها لاحقا.