ربورتاج: المغرب يكوّن مهندسي المستقبل الرقمي في مدرسة الذكاء الاصطناعي ببركان

المغرب يكوّن مهندسي المستقبل الرقمي في مدرسة الذكاء الاصطناعي ببركان

في 14/07/2025 على الساعة 11:19

فيديوبين طموح الريادة القارية ومونديال 2030، يراهن المغرب على تكوين مهندسي الذكاء الاصطناعي لتأمين مستقبله الرقمي، حيث تبرز المدرسة الوطنية للذكاء الاصطناعي والرقمنة ببركان، في قلب استراتيجية «المغرب الرقمي 2030»، وكذا كرافعة أساسية لتكوين الكفاءات التي ستقود المملكة نحو التموقع كمركز تكنولوجي إقليمي، استجابةً للرهانات الكبرى التي تنتظر البلاد.

ففي الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم نحو المغرب، استعداداً لاحتضان نهائيات كأس العالم 2030، لا تقتصر الطموحات على الملاعب والبنية التحتية الرياضية، فخلف الكواليس، تخوض المملكة سباقاً من نوع آخر، سباق نحو المستقبل الرقمي، وهو ما أكدته المجلة الاقتصادية الفرنسية «Challenges» التي وصفت طموح المغرب بأن يصبح «رائد القارة الإفريقية» في مجال الذكاء الاصطناعي.

واستناداً إلى مؤهلات قوية، أبرزها امتلاك أكبر مركز بيانات في إفريقيا ضمن 23 مركزاً وطنياً، تهدف المملكة إلى تسريع وتيرة تحولها الرقمي عبر استراتيجية «المغرب الرقمي 2030»، التي رُصدت لها ميزانية تناهز 11 مليار درهم، إذ لم يعد السؤال «هل يستطيع المغرب؟» بل «كيف سيفعل ذلك؟».

وتأتي الإجابة من شرق المملكة، وتحديداً من مدينة بركان، حيث تقف المدرسة الوطنية للذكاء الاصطناعي والرقمنة (ENSAID) كأحد الركائز الأساسية لهذا الطموح الوطني، إذ أضحت بالرغم من عمرها القصير، مشتلا للكفاءات المواكبة للتحولات المتسارعة.

وفي هذا الإطار، أكد خالد جعفر، المدير بالنيابة للمدرسة، أن هذه المؤسسة لم تأتِ من فراغ، بل «جاءت استجابة لحاجة وطنية وجهوية متزايدة في مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي»، مضيفا، في تصريح لـLe360، أن المدرسة، التي تحتفل بسنتها الثانية، هي ثمرة تعاون جماعي بين مختلف الفاعلين، وتهدف إلى تكوين أطر عليا قادرة على قيادة التحولات الرقمية.

ومع اقتراب تخرج أول دفعة من المهندسين سنة 2026، تتسابق الشركات الكبرى بالفعل لحجز مقاعدها في الصفوف الأمامية، حيث يشير جعفر إلى أن «شركات وطنية ودولية مرموقة مثل TCI وS2I وSQLI أبدت اهتماماً كبيراً بطلبتنا»، مضيفاً أن «شركات مثل CDG Capital بدأت بالفعل في استقطابهم للتدريب، مع إمكانية التوظيف المباشر، نظراً لمستواهم التقني العالي»، مشيرا إلى أنه ولترسيخ هذه الدينامية، تستعد المدرسة لتنظيم أول منتدى طلابي في أكتوبر 2025، بمشاركة أكثر من 15 شركة.

تخصصات دقيقة لرهانات استراتيجية

داخل أسوار المدرسة، يتم صقل المهارات التي يحتاجها المغرب اليوم وغداً، ففي شعبة الأمن السيبراني، التي تعتبر خط الدفاع الأول في العالم الرقمي، تقول الأستاذة أمينة خرباش إن الطلبة «سيكونون في طليعة الدفاع عن البنية التحتية الرقمية للمملكة».

من جهته، يشير الأستاذ نبيل عالمي، المتخصص في التعلم العميق (Deep Learning) وDevOps، إلى أن «هناك طلباً متزايداً على طلبتنا من شركات في الدار البيضاء والرباط لتنفيذ مشاريع نهاية الدراسة داخلها»، مما يعكس تكاملاً فريداً بين التكوين الأكاديمي، ومتطلبات سوق الشغل.

ويمتد هذا التكامل إلى عالم تطبيقات الهاتف المحمول، حيث يوضح الأستاذ محمد بودشيش أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءً لا يتجزأ من التكوين، ويقول: «نحرص على دمج الذكاء الاصطناعي في التطبيقات التي يطورها الطلبة ضمن شعب الروبوتيك وهندسة المعلوميات والذكاء الاصطناعي».

جيل جديد.. شغف وطموح نحو المستقبل

لا يقتصر الأمر على الرؤية الرسمية أو الأطر الأكاديمية، بل إن الشغف يمتد إلى الطلبة أنفسهم، وهو ما عبر عنه حسام ياسر، وهو طالب في السنة الثانية بشعبة «الروبوتيك وإنترنت الأشياء»، والذي اعتبر أن المدرسة تفتح أمامه آفاقاً واسعة، مضيفا في تصريح للموقع: «اخترت هذه المدرسة لشغفي بالروبوتيك والذكاء الاصطناعي، التكوين هنا موجه مباشرة نحو هذه المجالات، وسوق الشغل واعد جداً في المغرب وخارجه».

وحسب خبراء في هذا المجال، فالمغرب أصبح له طموح في أن يكون «رائدا» تكنولوجياً في إفريقيا، معتبرين هذا الطموح ليس فقط حلما ورديا، بل هو مشروع وطني متكامل تُبنى لبناته الأساسية اليوم في مؤسسات تكوينية نوعية، لتزويد المملكة بالكفاءات الذين سيخوضون معركة المستقبل الرقمي، ويحولون تحديات مونديال 2030 وما بعده إلى فرصة تاريخية للريادة والتميز.

تحرير من طرف محمد شلاي
في 14/07/2025 على الساعة 11:19