وفي هذا السياق، أبرزت إلهام عابيدي المهندسة الفلاحية بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية، في تصريح لـle360، أن نبتة « الكينوا » لقيت نجاحا كبيرا بعد أربعة مواسم من تجريبها، نظرا لما لها من ميزات وخصائص فريدة، سواء تعلق الأمر بتكلفة الإنتاج، أو الفوائد الغذائية والصحية.
وأشارت المسؤولة الفلاحية أن فلاحي إقليم بركان تزايد إقبالهم على زراعة هذه النبتة، بعد أن أظهرت نجاعة كبيرة في مقاومة الجفاف وملوحة الأرض والماء، وكذا إلى فوائدها الغذائية والصحية، إذ أنها تخلو من مادة الغلوتين، الموجودة في الحبوب، ما خلق إقبالا كبيرا من المستهلكين الذين يعانون من حساسية الغلوتين.
وفي هذا الإطار، أبرز محمد مزروعي وهو فلاح ومقاول بمنطقة زكزل بإقليم بركان، في تصريح لـle360، أن محصول العام الماضي من هذه النبتة القادمة من أمريكا اللاتينية، كان جيدا رغم ندرة التساقطات المطرية، وموجها الدعوة إلى باقي الفلاحين لجعل هذه النبتة ضمن مخططات مزروعاتهم، لما لها من فوائد اقتصادية وفلاحية وصحية.
بدورها، نوَّهت سناء بوهرية، رئيسة تعاونية « لحمري» للتضامن والتنمية ببركان، في تصريح مماثل، بهذه المبادرة الفلاحية، مشيرة إلى أن تعاونيتها تشتغل في تثمين الأعشاب الطبيعية، وصنع المربى، ومبينة أن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية اقترح عليهم زراعة «الكينوا» بأراضيهم، لما سيكون لها من وقع اقتصادي مهم على معاملات التعاونية مستقبلا، ومؤكدة أن هذه السنة هي الثانية على التوالي في زرع هذه النبتة، حيث حققت أرباحا مهمة لتعاونيتها، والتي أضحت تشغل زهاء 11 امرأة.
وتجدر الإشارة إلى أن «الكينوا» هي نوع من الحبوب، وتعتبر من المحاصيل الصالحة للأكل، وتنتمي إلى الفصيلة القطيفية، مثل الشمندر والسبانخ وكوم العشب، إذ تعتبر أمريكا اللاتينية الموطن الأصلي لهذه الحبوب، وخاصة الشيلي وبوليفيا والإكوادور، حيث تحتوي على جميع الحموض الأمينية الضرورية، وبالتالي يمكن اعتبارها «بروتيناً» كاملاً، إضافة إلى توفرها على محتوى أقل كثيراً من الدهون، لذلك يصنفها خبراء التغذية، من حبوب الطاقة الغنية بالمغذيات الطبيعية المزوِّدة للجسم بالطاقة، وهو ما دفع المختصين بتسميتها إلى بـ«أم الحبوب».
وتتميز «الكينوا» بدورة نموها القصيرة، حيث لا تتعدى الأربعة أشهر في الغالب، إضافة إلى مردوديتها الكبيرة عند جنيها، وكذا عدم حاجتها للكثير من مياه السقي، وهو ما يجعل زراعتها ذات أهمية قصوى، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي يعرفها العالم، وخاصة المغرب.