وتبدأ عملية قطف الزعفران مع بزوغ الفجر حيث يتوجه الرجال والنساء نحو حقولهم للشروع في قطف ما سماه الفقيه العلامة الراحل أبو العباس سيدي أحمد بن صالح الإدريسي الدرعي، في كتابه « الهدية المقبولة في الطب »، بـ »حشيش الجنة » ذا الشعر الأحمر الذي ليس في أطراف شعره صفرة، الطري الحسن اللون الزكي الرائحة الغليظ الشعرة والمتوهج شكلا.
وقال محمد السعدوني الفاعل الجمعوي بمنطقة تالوين، إن النسوة يعملن على جلب الزعفران من الحقول نحو منازلهن للبدء في عملية فرز شعيرات الزعفران من أزهارها التي تسر الناظرين وتشجع المشتغلين في القطاع في الاستمرار في هذه العملية لأيام عديدة، قبل أن يتم وضعه في فرن خاص أو بطريقة تقليدية في غرفة ذات تهوية في المستوى وبعدها تتم عملية التغليف ليكون في أبهى حلة وبكل مقوماته العالية الجودة والذي تجعله ينافس ليس فقط أقاليما تنتجه بالمملكة وإنما دولا عديدة.
وأضاف المتحدث في تصريح لـLe360 أن نجاح عملية غرس بذور الزعفران بالمنطقة يرجع سببها إلى طبيعة التربة والمناخ، مشيرا إلى أنه يتم الشروع فيها ما بين شهر يونيو وشتنبر من كل سنة لتشتد خضرته في مارس وأبريل وماي ويزهر مع بداية أكتوبر إلى أواسط نونبر من كل عام لتنطلق بعدها عملية القطف والفرز ثم التخزين والتجفيف والتعليب والتسويق في الأسواق المحلية والوطنية وكذا تصديره للخارج.
من جانبه أوضح رشيد الحياني، منسق المهرجان الدولي للزعفران بتالوين، أن هذا الحدث السنوي الذي تشهده منطقة تالوين يعد فرصة كبيرة للتعاونيات المشتغلة في هذا المجال لتسويق منتجاتها من الزعفران حيث شاركت خلال هذه النسخة أزيد من 81 تعاونية ما يجعله رقما مهما يؤكد بالملموس حاجة الفلاحين لمثل هذه التظاهرات لإبراز جودة ما تقطفه أناملهم كل سنة من هذه المادة التي تستخدم في مجموعة من الأكلات وكذا الشاي والحليب نظرا لقيمتها الغذائية والدوائية.
ويعد المهرجان كذلك مناسبة لتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف الفاعلين في سلسلة إنتاج الزعفران سواء المشاركين من المنطقة أو من مناطق أخرى من المغرب، يقول المتحدث في تصريح لـLe360، مشيرا إلى أهمية الملتقى في إبراز مؤهلات تالوين والجماعات الترابية المحيطة بها من الناحية الطبيعية والسياحية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية.