وحسب معطيات للمديرية الجهوية للفلاحة بجهة الشرق، فسلسلة إنتاج الرمان يوفر سنويا أزيد من 142 ألف يوم عمل، إضافة إلى تميز هذه السلسلة بقلة احتياجاتها من الماء، مقارنة مع أشجار أخرى، كونها تعد من أكثر الأشجار المقاوِمة للجفاف، حيث توجد زراعة الرمان في المناطق الحارة والمعتدلة، كما تحتاج الأشجار لشتاء بارد نوعا ما وموسم نمو طويل.
وأبرزت زينب أيت احميدة، وهي مهندسة بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية، أن زراعة الرمان تتطلب عددا من السقيات المتباعدة، شريطة انتظامها، ولا ينصح أن يتم الري بشكل زائد أثناء فترة النضج، كونه يؤدي إلى تشقق الثمار، وبالتالي إصابتها بالتلف، مبينة أن الرمان ينمو في أنواع مختلفة من التربة، كالطينية والمالحة والتربة الرسوبية العميقة الجيدة الصرف، والتي تبقى الأفضل، حسب أيت احميدة، والأكثر ملائمة لزراعة أشجار الرمان.
واعتبرت المتحدثة ذاتها، في تصريح لـle360، أن إقليم بركان يتوفر على ظروف مناخية وبيئية ملائمتين لإنتاج الرمان، حيث تقدر المساحة الإجمالية المغروسة بأشجار الرمان بجهة الشرق بـ2370 هكتار، تتواجد 74% منها بمنطقة نفوذ المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية، و61% منها بإقليم بركان، مبينة أن هذه الزراعة استفادت من إعانات مقدمة من طرف الدولة، سواء على مستوى التشجير، أو تحويل نظام الري إلى الري الموضعي، إذ فاقت القيمة المالية لهذه الإعانات 3 ملايين درهم، منها 1,7 مليون درهم آلت لمنتجي منطقة نفوذ المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية.
وتمثل المساحة المجهزة بالري الموضعي حسب المسؤولة الفلاحية 40 % من المساحة المغروسة بأشجار الرمان، معتبرة أن اعتماد نظام الري ساهم في الرفع من الإنتاج كمّاً وكيفا، حيث يرتقب أن يصل الإنتاج إلى زهاء 23 ألف طن، ومبينة أن هذه الفاكهة تلقى اهتماما ملحوظا من طرف الفلاحين، نظرا لإمكانية تصدير المنتوج المتاحة، خاصة الصنف المحلي منه، إذ بلغت الكمية المصدرة من الرمان برسم الموسم الفلاحي 2020-2021، أكثر من 910 طن.
بدوره، أبرز عمر أشبيب، فلاح بمنطقة بوغريبة بإقليم بركان، في تصريح لـLe360، أن أصناف الرمان المتواجدة بالمنطقة هي "السفري" و"المرسي" أو ما يعرف محليا بـ"الوجدي"، مشيرا إلى أن فلاحي هذه الفاكهة يعانون كثيرا من مشكل تسويق المنتوج، وكذا غلاء الأدوية المستعملة في الغراسة، مطالبا الجهات المسؤولة بالتدخل لمساعدة الفلاحين، خاصة الصغار منهم، للتغلب على هذه الإكراهات والإشكالات التي تعتري نشاطهم الفلاحي.
