النقل السري
منذ الساعات الأولى من صباح كل يوم، يتوجه المواطنون الراغبين في التنقل إلى مدن أخرى، صوب المحطة الطرقية للعاصمة الإقتصادية، إحدى أكبر المحطات بالمملكة، ليجدوا أنفسهم بين مطرقة "الكورتية" الذين يبحثون هنا وهناك عن زبون يقنعونه بالسفر معهم، وسندان أصحاب حافلات النقل الذين باتوا يمارسون نشاطهم في ظروف سرية.
ووفق ما عايناه يقوم "الكورتية" ببيع تذاكر السفر بثمن مضاعف أمام المحطة وفي جنباتها، وبعد تجمع عدد من المسافرين يتم نقلهم عبر سيارة إلى المكان حيث تتواجد الحافلة التي ستقلهم إلى وجهتهم، خوفا من مداهمة السلطات، بينما هناك حافلات أخرى تقف غير بعيد عن المحطة تنتظر المسافرين الذين يتكلفون "الكورتية" بتوجيههم إلى مكان الإنطلاقة.
خسائر مادية جسيمة
القرار القاضي باستمرار إغلاق محطة أولاد زيان، أدى إلى ضياع مداخيل جبائية مهمة على خزينة مجلس جماعة الدار البيضاء، حيث قدرت بحوالي 3 ملايير سنتيم للسنة الواحدة،، حسب تصريح يونس بولاق، رئيس الجامعة المغربية للمقاولات الصغرى والمتوسطة للنقل الطرقي بالمغرب.
وحسب نفس المصدر، يرجع السبب وراء استمرار إغلاق المحطة، إلى خوف السلطات من تحولها إلى بؤرة، خصوصا وأنها تستقطب حوالي 3000 مسافر، ناهيك عن عدم توفرها على فضاءات مفتوحة فالطابقين الأول والثاني للمحطة مغلقين.
تعريض المسافرين للخطر
وفق ما استقيناه من عين المكان، يقوم سائقي الحافلات القادمة من المدن الأخرى، بإخبار المواطنين القادمين صوب مدينة الدار البيضاء بالنزول في الطريق السيار والبحث عن وسيلة نقل أخرى توصلهم إلى المحطة، بدعوى أنها مغلقة وأنهم لا يدخلون إلى المدينة خوفا من حجز حفلاتهم من قبل السلطات.
وحسب نفس المصادر فإن هذه الأفعال "تعرض في كثير من الأحيان حياة وسلامة المسافرين للخطر، فالركوب والنزول من داخل المحطة أكثر أمان".
تصوير وتوضيب: سعيد بوشريط