وقال عبد الكريم بن علي، مسير تعاونية عالم الزيوت "Worldoil" في تصريح لـLe360، إن المنطقة التي تتوفر على مؤهلات طبيعية متنوعة على رأسها شجر الأركان والصبار والنحل وغطاء نباتي غني وتواجدها على الشريط الساحلي في حاجة ماسة لهذه الدورات التكوينية التي ستفيد لا محالة الساكنة وتطور من قدراتها ومؤهلاتها لتحقيق التنمية المستدامة.
وأكد المتحدث أن هذا اللقاء الأول من نوعه بالدوار يأتي بعد دراسة عميقة لأهم التحديات والإكراهات التي تواجهه ومن خلال التجربة التي راكمتها التعاونية التي يشرف على تسييرها، مؤكدا أن الأهداف الرئيسية لهذه الدورة تكمن في تكوين السكان وتدريبهم على الطرق الناجعة لتثمين وتسويق منتوجاتهم التي تعد مصدر قوتهم اليومي وسببا مباشرا في استقرارهم بالمنطقة وصمودهم في وجه الظروف المناخية الصعبة.
من جانبها، أوضحت أمينة لاركو، رئيسة تعاونية "سوكو" لتثمين المنتوجات المحلية بجماعة أكلو بإقليم تزنيت، في تصريح لمراسل Le360، أن التعاونيات بالمنطقة تعاني من مشاكل بالجملة ضمنها إشكالية التسويق، فرغم توفر المنتوج بكميات كبيرة وبجودة عالية يبقى الإقبال عليه ضعيفا أمام محدودية الإمكانيات المادية للتعاونيات، مشيرة إلى أن هذا العائق يحول دون تحقيق الأهداف المرجوة من تأسيس التعاونية.
وأضافت المتحدثة أن مثل هذه المشاريع المدرة للدخل والتي من شأنها مساعدة نساء القرية في تلبية حاجياتهن اليومية يعترضها أيضا مشكل الجفاف الذي يضرب المنطقة بين الفينة والأخرى بسبب تواجد الدوار بين مناخ شبه صحراوي جنوب الأطلس الصغير ومناخ متوسطي شماله، منبهة إلى أنه ورغم هذه الإكراهات، فالساكنة عازمة على تحقيق ذاتها وتطوير منتجاتها لتصديرها للأسواق الداخلية والخارجية لتحسين دخلها.
سعيد شندي، رئيس تعاونية "أشديد" لتربية النحل، أورد في تصريحه لـLe360، أنه اختار الاستثمار في تربية النحل منذ سنة 2001 لما تتوفر عليه المنطقة من مؤهلات طبيعية تزيد من نسبة من نجاح مثل هذه المشاريع، مشددا على أن دعم الجهات المعنية لهذا القطاع من المطالب الملحة للاستمرار في إنتاج العسل بجودة عالية ووفق المعايير المتعارف عليها.
ونوه شندي بالدورة التكوينية المنظمة في هذا الشأن، مشيدا بـ"محاورها التي تلامس الجرح"، على حد تعبيره، مضيفا: "مثل هذه الدورات من شأنها أن تطور قدراتنا وتزيد من خبراتنا وتجاربنا وتفتح لنا آفاقا مستقبلية واعدة، مثل هذه اللقاءات كنا نشاهدها فقط عبر القنوات الإعلامية ولم نستفيد منها قط واليوم تحقق حلمنا في انتظار أن تلتفت الجهات المعنية لتعاونيات الدوار".
بدوره أشاد حسن كوهو، المهندس في الصناعة الفلاحية والغذائية والكيماوية وخريج المدرسة العليا لتكوين المهندسين ببلجيكا، والمشرف على الدورة التكوينية في تصريح لـLe360، (أشاد) بمستوى التنظيم والتجاوب الذي أبان عنه السكان المستفيدون مبرزا أهمية ذلك في نجاح هذه التجربة، مؤكدا أن "أوكان" تتوفر على مؤهلات جيدة تحتاج فقط للعناية والاهتمام من طرف جميع المتدخلين.
وأضاف أن اللقاء أبرز دور التعاونيات كبديل في تدبير وتسيير الشؤون والموارد المحلية في إطار مقاربة تشاركية والتي من شأنها أن تحقق التنمية المستدامة وإقرار سياسة تنموية تستوعب خصوصيات المنطقة.