وقال عبد الكريم باهي، أمين مال تعاونية "أورست" لإنتاج الزعفران بتالوين، في تصريح لـLe360، إن عملية التحضير لغرس الزعفران تبدأ من شهر يونيو بمشاركة مجموعة من الفلاحين ويسقى بالماء طيلة هذه المدة، إلى أن يتم جنيه شهر أكتوبر وبداية نونبر من كل عام.
"نستيقظ باكرا حوالي الرابعة صباحا قبل شروق الشمس لجني الزعفران، بحكم أن ظهور الشمس يصعب عملية الجني ويعرض الذهب الأحمر للتلف ويحد من إمكانية جمع أكبر قدر ممكن من هذه النبتة التي تتميز بها المنطقة"، يقول باهي، مضيفا أن "عملية الجني يشارك فيها رجال ونساء القرية معا رغم برودة المناخ أحيانا وقساوة الظروف".
وأضاف المتحدث أن الإنتاج لموسم 2019-2020 ضعيف جدا مقارنة مع السنوات الماضية، لأسباب كثيرة ضمنها شح الأمطار وندرة المياه الجوفية والاستغلال البشع للبعض للفرشة المائية عن طريق غرس أنواع من الخضر التي تتطلب كميات كبيرة من مياه السقي، مؤكدا أن المردودية ضعيفة أمام ارتفاع تكاليف الإنتاج.
وشدد عضو تعاونية "أورست" على أن زراعة الزعفران هي مصدر قوت عيش الآلاف من الأسر بدائرة تالوين وضواحيها إلا أن تراجع الإنتاج خلال الموسم الحالي، بمثابة ناقوس خطر يتهدد المنطقة ويفرض على الجهات المختصة التفكير مليا في مساعدة فلاحي المنطقة لإيجاد حلول للمشاكل التي يتخبط فيها القطاع، حفاظا على استقرار الساكنة وضمان مدخول قار لها.
ولفت أحد الفلاحين الآخرين، في تصريح لمراسل Le360، الانتباه إلى سيطرة السماسرة على سوق بيع الزعفران الذين تسببوا له في انهيارات متواصلة جعلت الفلاح من أكبر الخاسرين في هذه المعادلة، مؤكدا أن ثمن الذهب الأحمر يتراوح اليوم ما بين 14 و15 درهما بعدما كان في وقت سابق يتراوح ما بين 30 إلى 40 درهما للغرام الواحد، ويناهز 15 ألف درهما للكيلوغرام الواحد لدى الفلاح، بينما التعاونيات تصل أسعار بيعها لهذه النبتة 24 ألف درهما للكيلوغرام الواحد، خلال الموسم الحالي.
ودعا المتحدث السلطات المعنية إلى التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه صونا لمصلحة الفلاحين، الذين يعيلون الآلاف من الأسر بفضل هذه المادة التي تتفرد بها المنطقة ليس على المستوى الوطني فقط وإنما حتى على المستوى العالمي بحيث تأتي تالوين الثانية من حيث كميات الإنتاج بعد إيران.