وقع الاختيار على التهامي الوزاني بحكم المكانة التي يشغلها هذا الرجل في تاريخ الثقافة المغربية الحديثة منها والمعاصرة. ذلك إنّ أعماله تتميّز بخلطة سحرية من ناحية الأسلوب واختيار المواضيع. وستأخذ سيرة الاحتفاء على شكل معرض فوتوغرافي يرصد مراحل هامّة من سيرته الثقافيّة إلى جانب ندوة علمية يُقدّم فيها مجموعة من الباحثين قراءات في عدد من مؤلفات الرجل وعياً منهم بقيمتها ومركزيتها في تاريخ ثقافة ظلّت تتأرجح بين الحداثة والتقليد.
وحسب بلاغ صادر عن المؤسّسة، فإنّ التهامي الوزاني « يشكل تجليا متميزا للمثقف الشامل، فطيلة سبعين سنة من حياته لم يكف هذا الأديب الذي لم يتلق تعليما منتظما إلا سنة واحدة عن الكتابة في شتى المجالات، حيث تراوحت أجناس كتاباته بين التاريخ والسيرة الذاتية والرواية والخطاب التأملي، فألف كتب « تاريخ المغرب » (1940)، و« الزاوية » (1942)، و »فوق الصهوات » (1943)، و »سليل الثقلين » (1950)، و »الباقة النضرة » (1952)، و »الرحلة الخاطفة » (1958)، كما أنجز العديد من الأعمال المخطوطة، منها « الرفرف »، وهو تفسير للقرآن الكريم، وكلها مؤلفات تدل في مجملها على موسوعيته وقوة مداركه وحسن تفننه ».
تجدر الإشارة إلى أن التهامي الوزاني الحسني، ولد في مدينة تطوان بالمملكة المغربية عام 1903، وبرع في مجال الكتابة، ويعد رائدا للرواية المغربية، حيث يعتبر بعض النقاد كتابه « الزاوية » أول رواية مغربية باللغة العربية. وأسندت للوزاني وظائف مختلفة غلب عليها التدريس في المدارس الأهلية والمعاهد الدينية العليا، كما تقلد عمادة كلية أصول الدين في تطوان بعد الاستقلال وعمل رئيسا للمجلس العلمي للمدينة، كما عين أستاذا في دار الحديث الحسنية بالرباط ما بين عامي 1964 و1965.