تأتي قيمة هذه الجائزة في كونها تدفع النقاد الشباب إلى إعادة قراءة الشعر المغربي والوقوف عند تجاربه الشعرية ابتداء من الستينيات إلى حدود اليوم. ذلك إن الشعر المغربي يتنزّل منزلة عميقة في الشعر العربي المعاصر، انطلاقاً من التجارب الأدبيّة المذهلة التي يحبل بها هذا الجنس الأدبي الذي ظلّ منذ سبعينيات القرن الماضي عبارة عن الجنس الأدبي التعبيري الأكثر حضوراً في المشهد الثقافي، قبل أن تتطاول الرواية على باقي الأجناس الأدبيّة الأخرى وتُحوّل هذا الجنس أشبه بلسان حال الثقافة المغربية، حيث أصبحت الرواية تفوق ما ينشر شعراً ومسرحاً وقصة ونقدا. لذلك فإنّ قيمة هذه الجائزة تبدو بارزة من الناحية الرمزية، لأنها تُعيد للشعر المغربي بهجته وأصالته وجمالياتها داخل فسيفساء الأدب المغربي المعاصر.
وارتأت الدار أنْ تفتح هذه الجائزة في وجه المشاركين من النقاد والباحثين الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 42 سنة، بحيث يشترط في هذه البحوث أن تتميّز بالجدة وتلتزم بمعايير وآليات الدراسات والبحوث العلمية. وذلك من أجل الرفع من منسوب النقد الشعري داخل الثقافة المغربية والتعريف بتجاربهم وروادهم، ممّن عملوا على مدار سنوات طويلة على كتابة الشعر وتفجير مكنوناته.




