تأتي قيمة هذا الكتاب، لا من ناحية موضوعه المتعلق باليهود في علاقتهم بالتدخل الأوروبي فقط، وإنّما بسبب البعد التاريخي الذي يطبع ثنايا الكتاب. ذلك إنّ النظرة التاريخية حول موضوع اليهود في علاقتهم بالاستعمار، تُعطي للموضوع أهمية بالغة، لأنّها تُتيح على الأقل للقارئ فهم التحوّلات عرفها الموضوع وتوضيح جذور أزمة الانتماء والولاء. سيما وأننا نفتقر إلى هذا النوع من الأبحاث التاريخية التي تحصر عملية التحليل من الداخل، بقدر ما يسعى الكتاب إلى رصد تأثير قوى الاستعمار على الكيان اليهودي، باعتباره مكوّناً من مكوّنات التاريخ المغربي.
على هذا الأساس، يسعى الباحث أنْ يعطي للتاريخ مكانته وشرعيته في النّظر إلى يهود المغرب ومحاولة رصد مظاهر الأزمة وتجليات الانتماء. خاصّة وأنّ مرحلة التدخل الاستعماري التي عرفها المغرب، كان لها تأثير كبير على التحولات السياسية والنُظم الاجتماعية والتقاليد الدبلوماسية، بما جعل الاستعمار يُغيّر الكثير من الروابط التي كانت موجودة بين جميع مكوّنات المجتمع المغربي.
نقرأ على غلاف الكتاب عبارة لبول فالري « إن التاريخ من أخطر ما استطاعت كيمياء العقل أن تنتجه، كما أن خصائصه معروفة جيداً، فهو يولد الأحلام ويسكر الشعوب، يلد لها الذكريات الزائفة ويقوي ردود أفعالها، يبقي على جراحها القديمة ويعذبها وقت راحتها يقودها إلى هذيان العظمة أو إلى هذيان الاضطهاد، يجعل حياة الأمم إما مريرة أو رائعة، لا تحتمل أو تافهة، يبرر ما نريد تبريره ».
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا