وتأتي الندوة في إطار سلسلة من الندوات واللقاءات التي أنجزها المختبر خلال هذه السنة، بحكم ما بات يعرفه الشأن الدبلوماسي المغربي في الزمن الراهن من تحوّلات جذرية لها علاقة أساساً بالانفتاح القوي للدبلوماسية السنوات الأخيرة على إفريقيا وغيرها من الدول الأخرى، التي أصبح المغرب شريكاً اقتصادياً لها. وإلى جانب الموقع الجغرافي المميز للبلد، فإنّ الطريقة التي ينهجها المغرب في تعاملاته الدبلوماسية المُنفتحة تستحق وقفة للتأمل والتفكير. رغم أنّ الندوة ستُعاين بعضاً من قضايا التاريخ الدبلوماسي، بحيث أنّ مسار العلاقات الدبلوماسية تطبعها دائما الأزمات السياسية التي تجعلها متوترة وتتأرجح بين الحرب والسلم.
وبما أنّ المغرب في العصر الوسيط لم يعرف دبلوماسية حقيقية تجعله يدخل في علاقاتٍ قوية مع البلدان الأوروبية، رغم محاولات التحديث التي عرفها الجهاز الدبلوماسي في العصر الحديث، فقد كانت الدبلوماسية المغربية في ذلك الإبان هشة وغير قادرة على نسج علاقات مع البلدان الأخرى، بسبب ضعف تكوين الدبلوماسيين المغاربة، لكون أنّ معظمهم خريج مدارس عتيقة، لا ترقى إلى التكوين الدبلوماسي الرصين الذي يضطلع به الدبلوماسي الأوروبي.
وبعد كلمة الجلسة الافتتاحية التي سيلقيها شعيب حليفي، ثم عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدارالبيضاء وكلمة الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج ومدير مختبر المغرب والعالم الخارجي، سيتم تسليم دروع فخرية لكل من عبد الله بوصوف وسمير بوزويتة وخالد سرتي.
وسيشارك في الجلسة الأولى برئاسة إدريس لكريني كل من خالد السرتي بـ « أزمة حادثة المسطح.. نموذج لتدبير آفة القرصنة الأوروبية على عهد الدولة الموحدية » ومليكة الزاهيدي بـ « الدبلوماسية في خدمة الهندة والمصالح بين المغرب وإسبانيا في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله » وعمر المغيبشي بـ « مغاربة يهود في خدمة الدبلوماسية المغربية، ثم محمد بوعزة بمداخلة حول « المغرب وإدارة الأزمات الدبلوماسية خلال القرن 19″.
في حين ستعرف الجلسة الثانية برئاسة سمير بوزويتة، مشاركة جلال زين العابدين بـ « دبلوماسية المخزن في مواجهة الضغوط الأجنبية خلال مطلع القرن 20″ ويوسف الزيات بـ « زيارة السلطان محمد بن يوسف إلى مدينة طنجة الدولية.. الرمزية السياسية والأبعاد الدبلوماسية » ومحمد حاتمي بـ " الدبلوماسية المغربية في فترة التأسيس وأدوار محمد الخامس » ثم عبد الحميد اجماهري بمداخلة حول « المغرب.. دبلوماسية الصدمة، قوة النموذج » وأخيراً إدريس لكريني بـ « قضية الصحراء المغربية ودبلوماسية الخطوط الحمراء ».