وتطرق الكاتب الجزائري، الذي يعيش في المنفى بفرنسا منذ 18 شهرا، خلال هذا الحوار المصوّر، إلى الجدل المثار حول صدور كتابه الجديد « الحوريات » (منشورات غاليمار)، والذي حصل على جائزة غونكور لعام 2024. كما تناول موضوع اعتقال صديقه الروائي والمقال الجزائري بوعلام صنصال في الجزائر.
وفي حديثه، قال كمال داود:
« أشعر، مثل كثير من الجزائريين، بالغضب، وأيضًا بإحساس بالإذلال وبالانحطاط في الصورة التي نعرضها عن الجزائر، لأن هذا البلد قدم تضحيات بالفعل. أشعر بالحزن، وأحيانًا برغبة في التوقف عن الحديث عن الجزائر، والانفتاح على بقية العالم. لكنني أشعر أيضًا بالحاجة إلى التضامن، والاستمرار في توضيح ما يحدث في الجزائر للرأي العام الغربي، لأن من أصعب الأمور التي يمكن تفسيرها للعالم هو: ما هي الديكتاتورية؟ »
هاجم الكاتب، الذي مُنع كتابه الأخير من النشر في الجزائر بسبب تناوله للعشرية السوداء، النظام الجزائري بشكل مباشر، منتقدًا أساليبه التي « تستهدف أقاربكم، أصدقاءكم، عائلاتكم وأطفالكم ». واعتبر أن هذا الوضع المؤلم يطرح تساؤلات حول ثمن الحرية.
وفيما يتعلق بوضع بوعلام صنصال، أعرب كمال داود عن تشاؤمه، حيث يرى أن النظام القائم ليس متأثرًا بالتعبئة الدولية. ويفسر ذلك بقوله إن النظام « بنى معادلته للبقاء على فكرة أن العالم بأسره يعادينا وأن هناك مؤامرة دولية ضدنا ».
وأضاف كمال داود أنه « كلما زادت التعبئة الدولية، كلما عززنا معادلة المؤامرة الدولية »، مشيرا إلى أن النظام الجزائري « ضعيف، حقود وعنيف »، وأن الجزائر هي « دولة تبني قوميتها المفرطة على رفض العالم الخارجي ».
وعندما سُئل عن التصريحات المنسوبة إلى بوعلام صنصال، والتي أدلى بها في 2 أكتوبر الماضي خلال مشاركته في منصة إعلامية تُدعى « فرونتير »، حول الحدود الفاصلة بين المغرب والجزائر، رأى كمال داود أن هذه التصريحات تندرج ضمن إطار حرية الرأي. وقد أشار بوعلام صنصال في تصريحاته إلى أنه « عندما استعمرت فرنسا الجزائر، كانت كل المنطقة الغربية من الجزائر جزءًا من المغرب، بما في ذلك تلمسان، ووهران، وحتى معسكر ».
هذه المواقف لم تثر استغراب كمال داود، بل على العكس، انتقد « نفاق النخب اليسارية الجزائرية » التي ترفض منح بوعلام صنصال حرية التفكير، متسائلا: « هل يجرؤون على قول الشيء نفسه في وجه الدعاة الإسلاميين الذين يرددون كل يوم جمعة الخطاب نفسه، حيث لا يعترفون بالحدود الجزائرية ولا بتاريخ الجزائر؟ »
صرّح الكاتب والصحفي الجزائري كمال داود، خلال استضافته في برنامج إذاعي، بوجهة نظره حول موقف النظام الجزائري تجاه المغاربة، حيث عبّر بوضوح عن ارتباطه بالمملكة المغربية.
وقال داود: «لن أحارب المغرب أبدا. ولن أسمح لأبنائي أبدا بمحاربة المغرب. ولن أكون يوما عدوا للمغرب».
وذكّر داود، في تصريحاته، بأن «المغرب هو البلد الذي استضاف الاستقلاليين الجزائريين. والمغرب هو أيضا الجزائر، لكن بعلم مختلف».
ورفض كمال داود تبني السردية الجزائرية المتعلقة بالحدود التي تفصل بين البلدين، ليختتم مقابلته بتصريح مؤثر جاء فيه: «سأزور الجزائر يوما ما، بحرية، وسأزور المغرب، لأنه أيضًا وطني».