بعد 10 سنوات على رحيلها.. كتاب جديد يتأمل عوالم السوسيولوجية فاطمة المرنيسي

فاطمة المرنيسي

في 23/02/2025 على الساعة 08:30

أصدر الباحث والناقد يحيى بن الوليد كتابه الجديد « فاطمة المرنيسي في سياقها المغربي » ضمن منشورات دار الفاصلة للنشر في مدينة طنجة. وهو عبارة عن دراسة نقدية تنتمي إلى التحليل الثقافي الذي عودتنا عليه كتابات بن الوليد في السنوات الأخيرة.

في هذا الكتاب يتأمّل الباحث أحد أبرز المشاريع الفكرية « النسوية » التي حاولت إرساء دعائم سوسيولوجيا مغربية أكثر تخلّصاً من ربقة الاستعمار. فقد نجحت المرنيسي أنْ تكون ذاتها من خلال اجتراح مشروع فكري ينطلق أساساً من التفكير في المرأة في علاقة بالبيئة الاجتماعية والسياسية والدينية التي تربّت فيها. فجاءت كتابات المرنيسي كأنّها تمارس نقداً مزدوجاً للتاريخ العربي الإسلامي وأيضاً للنظرة الغربية المتعالية التي حاول العديد من المستشرقين أنْ يصبغوها على المرأة في العالم الإسلامي.

تأتي قيمة هذا الكتاب الذي وعدنا به بن الوليد من سنوات في قدرة الباحث على أنْ يُخضع مشروعاً في السوسيولوجيا إلى النقد الثقافي، إذْ يحاول صاحب « سردية فلسطين » في مؤلفاته الأخيرة أنْ يروم إلى كتابة نوع من المونوغرافيات حول العديد من الأسماء الفكرية التي لها طابع التميّز والذيوع، كما هو الحال مع عبد الله العروي وإدوارد سعيد وإدمون عمران المالح وغيرهم من الأسماء الفكريّة المؤثرة في بنية الثقافة المغربي والعربية ككلّ.

اصدار كتاب عالمة الاجتماع فاطمة المرنيسي له قيمة معرفية كبيرة، أوّلاً لأنّه يُعيد للمرأة صورتها وقيمتها الرمزية داخل ثقافة تتنكّر لعلم الاجتماع وتحوّله البحث الميداني عبارة عن أعمال مكتبية، بما جعل البحث السوسيولوجي يعاني نوعاً من الانحسار الفكري مقارنة بالتجارب البحثية السابقة. خاصة وأنّ تجربة المرنيسي لم تبق رهينة المغرب، بل تجاوزت أفكارها البلاد العربية وحظيت بترجمات عالمية كثيرة، بحكم المكانة العلمية الكبيرة التي تتنزّلها في بنية الفكر المعاصر.

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 23/02/2025 على الساعة 08:30

مرحبا بكم في فضاء التعليق

نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.

اقرأ ميثاقنا

تعليقاتكم

0/800