وما إن صعد جسار إلى الخشبة حتى تعالت الزغاريد والتصفيقات، وازدادت الأجواء حماسًا حين حمل العلم المغربي وقبّله، في لحظة مؤثرة جسدت عمق العلاقة التي تجمعه بالجمهور المغربي.
ومنذ اللحظات الأولى، أبدع في تقديم مجموعة من أشهر أغانيه، منها: « أنا أقرب من شمسو وظلو»، و«غريب الناس»، و«كل وعد»، و«مشيت خلاص»، و«بتوحشيني»، و« تعبت معاك»، و«خسرت كل الناس»، و«لو عشت بعدي»، إضافة إلى مقطوعات من روائع أم كلثوم وسيد مكاوي، التي أضفت على الحفل طابعًا طربيًا أصيلاً نال إعجاب الجمهور الذواق.
وعبر الجمهور المغربي عن فرحته العارمة بهذا اللقاء الفني، إذ أكّد العديد من الحاضرين في تصريحات متفرقة أن وائل جسار يجمع بين الصوت الأصيل والحضور المتواضع والأداء الإبداعي، ما يجعله أحد أعمدة الأغنية العربية المعاصرة.
وفي تصريح خاص لموقع Le360 على هامش حفل تكريم أقامه سفير لبنان بالمغرب، زياد عطا الله، عشية الحفل، عبّر وائل جسار عن امتنانه العميق للمغرب ملكا وشعبًا، مؤكدا أن مشاركته في مهرجان موازين هذه السنة تحمل طابعا خاصا، خصوصا وأنه يغني لأول مرة على مسرح محمد الخامس.
وقال: « بلغني أن تذاكر الحفل نفدت بالكامل قبل أيام، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حب الجمهور المغربي، وأنا ممتن لهم من أعماق قلبي ».
وتحدّث جسار عن إمكانية أدائه لأغنية مغربية مستقبلا، موضحا: «أنا من محبي الأغنية المغربية، ولكن عليّ أولا أن أتقن اللهجة. إنها لهجة غنية ومحبوبة، وأتمنى أن أقدّم عملا مغربيا قريبا، يليق بالجمهور المغربي الراقي». كما أبدى انفتاحه على فكرة « ديو » غنائي مع فنان مغربي، بشرط أن يكون المشروع مناسبا فنيا، معربا عن تقديره الكبير للفن المغربي الذي بات يتجاوز حدود المنطقة العربية بفضل مواهبه وإبداعاته.
حفل التكريم الذي أقيم بمقر إقامة السفير اللبناني، حضره عدد من السفراء العرب والأجانب، وشخصيات فنية وثقافية مغربية ولبنانية، واعتُبر مناسبة للاحتفاء بمسيرة فنية تمتد لأكثر من أربعة عقود.
وقال السفير زياد عطا الله بهذه المناسبة: «نكرّم اليوم فنانا نفتخر به، وأشكر المغرب الذي يستضيف مهرجانا بمستوى موازين تحت رعاية ملكية سامية، ما يجعله مركزا ثقافيا رائدا في المنطقة».
وتتواصل فعاليات الدورة العشرين لمهرجان موازين إلى غاية 28 يونيو، بمشاركة كوكبة من النجوم العرب والعالميين، بينهم شيرين عبد الوهاب، كاظم الساهر، راغب علامة، ماجدة الرومي، نانسي عجرم، محمد حماقي، وميريام فارس، في حدث فني يؤكد مجددًا مكانة المغرب كمحطة فنية وثقافية عالمية.




