ففي اللقاء الأدبي الذي سيُجرى تنظيمه بمركب عبد الخالق الطريس الثقافي بمدينة تطوان، سيُشارك كلّ من رضوان احدادو وعبد اللطيف شهبون ونجيب العوفي من أجل مساءلة المتن الشعري والسيري عن الشاعر محمّد الصباغ، بوصفع من شعراء جيل الستينيات في المغرب الشعري، ذلك إنّ أعماله الشعرية حظيت باستقبال كبير في ذلك الإبان، بعدما غدا صاحب رواية « اللهاث الجريح » معروفاً بالعديد من المدن المشرقية، بوصفه شاعراُ وناثراً مغربيّاً. رغم أنّ تجربته الشعريّة ظلّت الأهمّ في تجربته، مُستخدماً بذلك مُعجماً شعرياً بسيطاً يراه البعض امتداداً للحركات الشعرية التي بزغ نجمها في المشرق، حيث نعثر على تأثير كبير في شعره. سيما حين يتعلّق الأمر بنفسٍ رومانسيّ ظلّل سيرة جيلٍ بأكلمه، بعدما غدت الرومانسية عقيدة شعريّة لا مفكّر منها في بناء وتأسيس شعريّ الذات، بكلّ ما يطالها من تحوّلات وتغيّرات.
ومن المعروف أنّ صاحب «شجرة النار» و«أنا والقمر» و «شلال الأسود» كان يُجيد اللغة الإسبانية، ما جعل بعضاً من أعماله الشعريّة تُنقل منذ السبعينيات إلى لغة سيرفانتيس ويحتفي بها كتّاب تلك اللّغة. مع العلم أنّ حضوره الصباغ اليوم داخل المَشهد الشعري يبدو مُغيّباً بسبب هيمنة قصيدة النثر مع وجوهها الجديدة الأكثر تعلّقاً بالواقع وانخراطاً في أحواله وشؤونه.
يقول الكاتب اللبناني الكبير ميخائيل نعيمة في مقدّمة رواية « اللهاث الجريح » إنّ محمد الصبّاغ « كاتب تتفجر عواطفه وأفكاره من شق قلمه عنيفة، صاخبة، ولذلك تراه يكتب العادي والمألوف من قوالب البيان. إذا نظم فبغير وزن وقافية كما تشهد مجموعته الشعرية المترجمة إلى الإسبانية «شجرة النار». وإذا نثر كسا مفرداته وعباراته حللا من الألوان بين زاهية وقاتمة، ثمّ أطلقها تدرج على أوتار تعددت مفاتيحها وتنوعت قراراتها».