تأتي قيمة هذا اللقاء في كونه يستضيف أحد أبرز الإعلاميين ممّن تركوا أثراً كبيراً داخل الصحافة المغربية، انطلاقاً من التغطيات الكبيرة التي أنجزها والشخصيات الوزارية التي حاورها على مدار سنوات طويلة من الاشتغال. كما يعد معنينو من الأسماء الإعلامية القليلة التي مزجت في مسارها بين الصحافة والتأليف، بحيث أصدر معنينو مجموعة من المؤلفات وعياً منه بالقيمة الرمزية التي تتيحها الكتب بالنسبة للكاتب، فهو ليس مجرّد صحافي يطارد اليومي، بقدر ما يُعدّ كاتباً حقيقياً يعمل في كلّ ما يكتبه على إعادة الاعتبار للكتابة بوصفها أفقاً وجودياً يتجاوز الواقع اليومي الذي ينشغل به في العادة رجل الإعلام.
حرص فريق باب الحكمة على أنْ يكون كتابه « أيام زمان » حدثاً ثقافياً لمناسبة بعض من أجزاء هذا المؤلف الذي عمل فيه معنينو على رصد مجموعة من الأحداث التاريخية مثل تجربة حكم الحسن الثاني والمسيرة الخضراء وغيرها على تأمّل المسار التاريخي الذي مر به المغرب منذ عام 1956 حيث يعكس كلّ جزء بعضاً من الأحداث التاريخية التي طبعت المرحلة والتي ما يزال تأثيرها واضحاً إلى حدود اليوم. لقد عمل معنينو أنْ يكون التاريخ ميدان اشتغاله وطريقته في النظر إلى التحولات التي تطال الواقع. على أساس أن التاريخ يمنح الكاتب فسحة كبيرة لفهم ما يجري في الواقع، انطلاقاً من رؤية تاريخية شاملة.




