ويهدف هذا الحدث إلى التحسيس ضد الحرائق الغابوية، وبالمخاطر التي تهدد المنظومات البيئية، نتيجة استفحال هذه الكارثة وتأثيرها السلبي على الموروث الوطني الغابوي، حيث تميز اليوم التوعوي توزيع منشورات ومطويات على التلاميذ، تحتوي على إرشادات السلامة ضد المخاطر المرتبطة بحرائق الغابات، وعقد دردشات تحسيسية مباشرة مع زوار هذا الموقع الغابوي، بالإضافة إلى إجراء تمرين محاكاة لإخماد حريق، بمشاركة عناصر من الوقاية المدنية ومصالح المياه والغابات والقوات المساعدة والدرك الملكي.
وفي تصريح لـ Le360، أكد رئيس مصلحة الشراكة بالمديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات بجهة الشرق، محمد خلوفي، أن هذا اليوم التحسيسي يأتي في إطار الاستراتيجية الوطنية لغابات المغرب 2020 – 2030، التي أعطى انطلاقتها الملك محمد السادس في فبراير 2020، والتي تشكل نقطة تحول مهمة في تدبير الغابات بالمغرب، وتضع في صلب اهتماماتها المواطن وعلاقته بالمنظومات الطبيعية والغابوية، مشيرا إلى أن هذا اليوم يأتي أيضا في إطار سلسلة مشاورات ولقاءات، تقوم بها اللجان المحلية والإقليمية على مستوى جميع أقاليم الجهة، بهدف تحديد وضبط الإجراءات الاحترازية التي يتم اعتمادها من أجل مكافحة الحرائق.
من جهته، أكد المدير الإقليمي للوكالة الوطنية للمياه والغابات بالناظور، عزيز الكنافي، في تصريح مماثل، أن هذا اليوم التحسيسي يشكل فرصة للتذكير بأهمية المجال الغابوي وأدواره ووظائفه السوسيو – اقتصادية، والبيئية والترفيهية، وكذا الأخطار التي تهدده والتنبيه بالأسباب والعوامل المباشرة المسببة للحرائق، مشيرا إلى أن هذا الحدث يشكل أيضا مناسبة للتذكير بالأخطار التي تحدق بالساكنة المجاورة للغابات وممتلكاتها عند نشوب الحريق، ولدق ناقوس الخطر حيال الإمكانات المهمة التي يتم تسخيرها خلال إخماد الحرائق الغابوية، وكذا التأثير السلبي على الثروة النباتية والحيوانية.
وأضاف أن هذه المبادرة تم تعميمها على مجمل الغابات التي تعرف حرائق غابوية، من خلال لجان محلية موزعة على كل من بني انصار، وراس الماء، وأولاد داود إزخانين، وقرية أركمان، وسوق الأحد بالعروي، وذلك قصد العمل على استفادة شريحة واسعة من ساكنة الإقليم، وهيئات المجتمع المدني، ورواد الفضاءات الترفيهية الغابوية والعمومية، وتلاميذ المدارس وغيرهم، مبينا أن المجال الغابوي بإقليم الناظور، الذي تناهز مساحته 72 ألف هكتار (23 في المائة من المساحة الترابية للإقليم)، يتشكل من المنظومات الطبيعية من صنف الأعشاب، كإكليل الجبل، والحلفاء، والعرعار وكذا الصنوبريات.
ويوفر هذا المجال 5 مواقع ذات أهمية إيكولوجية وبيولوجية، أربع منها مصنفة ضمن لائحة المعاهدة الدولية «رامسار ، وهي الفرشات الثلاث، وصبخة بوعرك (بحيرة الناظور أو مارشيكا)، ومصب ملوية، وسد محمد الخامس، بالإضافة الى موقع كوروكو، مما يجعلها تتعرض سنويا لأخطار نشوب الحرائق نظرا لقابلية أصنافها المرتفعة للاشتعال.
وفي هذا الصدد، وبحسب المديرية الإقليمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات، فإن إقليم الناظور، يبقى هو الأعلى، على مستوى جهة الشرق، من حيث عدد الحرائق المسجلة بـ 21 حريقا بمساحة متضررة بلغت 28 هكتارا، متبوعا بأقاليم جرسيف بـ 10 حرائق (306 هكتار)، وجرادة وبركان بـ 4 حرائق لكل منهما (118 هكتار و1.46 هكتار، على التوالي)، ووجدة وفكيك بـ 3 حرائق (أقل من هكتار واحد و2 هكتار، على التوالي)، والدريوش وتاوريرت بحريق واحد (6 هكتارات وأقل من هكتار).
وأشارت إلى أنه على صعيد إقليم الناظور، لم تعد الحرائق تقتصر على موسم الصيف، بل هي على طول السنة، مبرزة أنه منذ مطلع السنة الجارية إلى غاية اليوم، تم تسجيل ما يناهز 14 حريقا تسببت في تضرر حوالي 27 هكتارا من المجال الغابوي، مضيقا أن هذه الحرائق لا تقتصر على فترات الدروة بل يتم تسجيلها في أوقات متأخرة من الليل أو مبكرة، مما استوجب على شبكة الرصد والإنذار الاشتغال على أعلى مستوى منذ بداية السنة.