وقد استعدت ساكنة المنطقة لفصل الشتاء مبكرا منذ شهر نونبر الماضي، من خلال اقتناء كل ما هو ضروري من المواد الغذائية، وتجهيز حطب التدفئة الذي تشتريه غالبية الساكنة، رغم أن غابات شجر الأرز تحيط بهم من كل جانب، وذلك لأن السلطات المحلية ومصالح المياه والغابات تمنع القيام بعمليات جمع الحطب لاستخدامه في التدفئة، وهو ما يكلف سكان هاته المناطق حوالي 2000 درهم خلال موسم البرد.
وتزيد التساقطات الثلجية بمنطقة باب برد والمناطق المجاورة من أعباء الساكنة، خصوصا في ما يتعلق بأثمنة شراء علف المواشي التي تظل طيلة مدة تساقط الثلوج حبيسة الحظائر، علما أن غالبية السكان يمتهنون تربية المواشي.
وتحدث العديد من السكان بالمنطقة عن الظروف القاسية التي يعيشونها خلال هذا الفصل، أمام غياب مساعدات عاجلة لساكنة الدواوير البعيدة عن مركز باب برد كما الشأن بالنسبة لقرى قيادة تمروت وأونان وإسيفان وإيزلافن حيث تغيب كل مقومات التنمية، ناهيك عن معاناة صحية أخرى بسبب غياب مراكز صحية.
وتضطر نساء هذه الدواوير، من أجل الولادة، إلى الذهاب وهن مثقلات بآلام المخاض إلى مستشفى شفشاون الذي يبعد بحوالي 86 كيلومترا أو مستشفى تطوان الذي يبعد بحوالي 137 كيلومترا، أما في حالة انقطاع الطريق بسبب الثلوج، فتبقى الحوامل تحت تصرف وخبرة بعض « القابلات » وهن من النساء الكبيرات في السن الشهيرات بالمنطقة.
وتتعدد المشاكل والصعوبات التي يعانيها سكان باب برد والضواحي، والتي تُحوّل حياتهم إلى معاناة لا تنتهي، بعض الأشياء على بساطتها تشكّل بالنسبة لهم مشكلة حقيقية، وخصوصا تلك المتعلقة بحطب التدفئة وعلف الماشية والنقل المدرسي، التي يدعو السكان لتوفيرها في مثل هذه الظروف القاسية، كما يؤكدون.