وبذلك تُطوى صفحة قضية شغلت الرأي العام المغربي منذ 19 فبراير، وهو التاريخ الذي أوقفت فيه شرطة منطقة عين الشق مجموعة من المراهقين المتمدرسين بالمدرسة الأمريكية بكاليفورنيا – الدار البيضاء، عقب شكايات تقدّم بها عدد من مستعملي الطريق الذين تعرضوا لرشق بالحجارة والبيض على الطريق السيار.
ورغم الطلبات المتكررة التي تقدمت بها هيئة الدفاع من أجل تمتيعهم بالسراح المؤقت، فقد ظلّ المراهقون قيد الاعتقال بسجن عكاشة. وتم تأجيل جلسات محاكمتهم مرتين، حيث حُددت الجلسة الأولى في 13 مارس، قبل أن تُؤجل إلى 27 مارس بسبب غياب بعض محامي الدفاع القاطنين خارج مدينة الدار البيضاء، وتعذر حضورهم نتيجة سوء الأحوال الجوية.
وجرى الاستماع يوم الخميس 17 أبريل إلى أقوال المراهقين المتهمين. وبحسب دفاعهم، فقد أكدوا أن القضية تخلو من أي ضرر، سواء بشري أو مادي، مما يُسقط عنها صفة الجريمة. وأعلنوا براءتهم نافين بشكل قاطع التهم الموجهة إليهم، والمتمثلة في عرقلة حركة السير، والتحرش بمستعملي الطريق، ورشق سيارات بمواد.
ووفق روايتهم، لم يكن الهدف من تصرفهم إلحاق الضرر بالمركبات، بل مجرد لعبة بينهم لم تحدث أصلاً على الطريق العام. كما أشار محامو المتهمين إلى وجود تناقضات في تصريحات الضحايا والشهود، مقارنة بتصريحات نائب وكيل الملك.
ورغم ذلك، أفادت وسائل إعلام محلية بأن المتهمين اعترفوا بالوقائع المنسوبة إليهم خلال محاضر الضابطة القضائية. من جانبه، صرّح نائب وكيل الملك بالدار البيضاء أن الشرطة عثرت على بيض داخل مركبة المتهمين، مشيراً إلى أن رشق السيارات بالبيض قد يكون أكثر خطورة من رشقها بالحجارة.
وبعد انتهاء جلسة المحاكمة، أصدرت الغرفة الجنائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، مساء الخميس، حكما بالسجن النافذ لمدة شهرين – وهي المدة التي قضوها فعليا – إضافة إلى عشرة أشهر موقوفة التنفيذ، في حق المراهقين الأربعة المتابعين في هذه القضية. وقد غادروا سجن عكاشة في اليوم نفسه.




