ويرى الخبير البيئي مصطفى بنرامل، رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ أن « الغبار الأحمر الأرجواني المائل إلى الأصفر أمر عادي في المناطق الصحراوية والمناطق الشرقية بالمملكة نتيجة هبوب رياح صحراوية قوية تحمل معها الرمال، وبشكل خاص الرمال الدقيقة، إذ هناك نوعان من الحبيبات التي تتطاير وأشير هنا إلى حبيبات حجمها أقل من 0,5 مليمتر وهي السبب في ظهور ذلك اللون الأحمر الأرجواني المائل إلى الأصفر، نتيجة اللون الذي تتميز به وأيضا نتيجة أشعة الشمس في الهواء. وسببه الرياح القوية التي تأتي من الجنوب والجنوب الشرقي. ولها تأثيرات مباشرة ففي الوسط الحضري تؤثر على السيارات وكل الواجهات ».
وأوضح بنرامل أن الغبار يؤثر أيضا على صحة الإنسان « لأنه يتسبب في مشاكل خصوصا للأشخاص الذين يعانون الربو، ومختلف الأمراض التنفسية والتهاب الشعب الهوائية، كما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أمراض الرئة الموجودة مسبقا، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، كما أنه يؤثر على الأطفال، والعيون، إذ يمكن أن يتسبب الغبار في بعض الالتهابات لمن يكونون خارج البيوت ».
وبخصوص علاقتها بالمناخ يقول « بالنسبة للمناخ، فإن حبيبات الغبار تحجب أشعة الشمس، مما يسفر عن ارتفاع درجات الحرارة في المناطق التي توجد فيها فأشعة الشمس المنعكسة التي تصعد من الأرض تظل محجوزة تحت الغبار، وبالتالي تمنع الأشعة المقبلة من الشمس وتحبس الحرار التي تكون على الأرض، وبالتالي فإن المناطق التي تشهد هذه الطاهرة تتميز بارتفاع درجات الحرارة مقارنة مع المناطق التي لا يكون فيها غبار.
هذه الظاهر آخذة في التنامي نتيجة الاجتثاث والحرائق التي تشهدها واحات النخيل أو تدهور الغطاء النباتي في الأحراش التي تكون في الصحراء نتيجة الرعي الجائر كتدهور الحلفاء والحناء والعديد من النباتات الصحراوية التي أصبحت اليوم نادرة جدا نتيجة الصنف المذكور من الرعي أو قطعها من طرف المواطنين لاستعمالها في بعض المنسوجات التقليدية أو في طهي الطعام ».
وفي ما يخص تراجع التساقطات وارتفاع درجات الحرارة ثم عودة التساقطات بشكل كثيف بكميات كبيرة جدا وفي فترة وجيزة مع هبوط ملحوظ في درجات الحرارة وتساقط كميات مهمة من الثلوج في الجبال، وحبات برد في بعض المناطق مثل هضبة سايس يقول إن « السبب راجع بالأساس إلى ظاهرة النينيو التي همت العالم والأجواء المغربية إذ جرى تسجيل درجات حرارة مرتفعة في الرابع من يوليوز إذ ارتفعت حرارة الأرض بـ17,16درجة على مستوى كوكب الأرض وجرى تسجيل ارتفاع درة الحرار في العديد من المدن العالمة وفي المغرب سجلنا 50 درجة في أكادير ومراكش ».
ويوضح بنرامل أن « لون الغبار الأحمر سببه العواصف الرملية الصحراوية، وهو مزيج من عوامل، تشمل معادن التربة في المناطق الصحراوية، إذ تتكون من معادن مختلفة، مثل « أكاسيد » الحديد والكالسيوم والمغنيسيوم، التي تفرز عند تفتتها إلى جزيئات دقيقة، لونًا أحمر للرمال والغبار.
وأشار الخبير البيئي « إلى الطين الذي تحتوي التربة الصحراوية على كميات منه، وهو عبارة عن جسيمات دقيقة من الصخور والمعادن، ويساهم في تعليق جزيئات الغبار في الهواء، ما يجعلها تبدو أكثر احمرارا ».
وتحدث بنرامل أيضا « عن المواد العضوية التي يمكن أن تحتوي عليها العواصف الرملية مثل حبوب اللقاح والقطع الصغيرة من النباتات، وهي التي تضفي اللون البني أو الأصفر على الغبار، ما يحتمل أن يزيد من احمراره ».
وأكد أيضا، أنه « كلما ارتفع الغبار في الهواء، زاد احمراره. وذلك لأن الضوء الأزرق يتشتت أكثر من الضوء الأحمر، ما يجعل الضوء الأحمر هو السائد في لون الغبار عند النظر إليه من مسافات بعيدة.
ويعد الغبار الأحمر للعواصف الرملية ظاهرة طبيعية تُؤثر على العديد من المناطق حول العالم. معرفة مصادر هذا الغبار وطبيعته وتأثيراته يُساعدنا على فهمه بشكل أفضل واتخاذ خطوات للتخفيف من مخاطره.
وللغبار الأحمر الصحراوي علاقة بالتغيرات المناخية التي تؤثر عليه، إذ تؤدي التغيرات المناخية إلى زيادة الجفاف في العديد من المناطق الصحراوية حول العالم. ويؤدي الجفاف إلى تفتيت التربة وتحويلها إلى غبار ناعم، مما يسهل على الرياح حملها ونشرها.
وختم الخبير البيئي بالقول « هناك علاقة معقدة بين الغبار الأحمر الصحراوي والتغيرات المناخية. وتؤدي التغيرات المناخية إلى زيادة كمية الغبار الأحمر في الغلاف الجوي، وبدور يؤدي الغبار الأحمر إلى تفاقم التغيرات المناخية.
ويبقى فهم هذه العلاقة ضروريا لتطوير استراتيجيات للتخفيف من آثار تغير المناخ والحد من انتشار الغبار الأحمر ».