أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في أحدث كذبة تنضاف إلى قائمة تبونياته البالغة الآفاق، أنه سيحضر قمة مجموعة العشرين (G20)، مؤكدا أن الجزائر أصبحت «عضوا فيها». هذا التصريح أثار موجة سخرية واستهجانا واسعا على مواقع التواصل، حتى في أوساط الجزائريين أنفسهم، الذين أجمعوا على أن الرئيس يبيع الوهم لشعبه.
وقال الإعلامي الجزائري وليد كبير إن ما قاله تبون «لا أساس له من الصحة»، موضحا في تدوينة على صفحته في «فيسبوك» أن كلامه يوحي وكأن الجزائر باتت ضمن أقوى عشرين اقتصادا في العالم، بينما الأمر بعيد عن الواقع.
واقترح بعض الجزائريين تغيير اسم G20 إلى «G100» لتشمل الجزائر، في حين تداول آخرون صورا كاريكاتورية حول الزلات المتكررة للرئيس في حديثه عن الاقتصاد.
ووسط التعليقات الساخرة، انبرى الكثير من المعلقين، منهم أساتذة مختصون في الاقتصاد، إلى القول بأن انضمام الجزائر إلى مجموعة العشرين «أمر من سابع المستحيلات»، على الأقل في ظل استمرار العسكر في حكم البلاد، مؤكدين أن شروط الانضمام إلى G20 لا تعتمد على الأماني، بل على الحجم الاقتصادي والقوة السياسية للدولة. فمجموعة G20 تمثل أكثر من 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و75% من التجارة الدولية، إضافة إلى وزن دبلوماسي وسياسي مهم، وهو ما يجعل العضوية مقتصرة على الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة، الصين، الهند، ألمانيا، اليابان، البرازيل، وبالتالي فإن الجزائر، التي يعتمد اقتصادها بشكل شبه كامل على المحروقات وتفتقر إلى قاعدة صناعية وخدماتية قوية... ستبقى بعيدة كل البعد عن معايير الانضمام إلى هذا النادي الاقتصادي الضيق.
وليست المشكلة فقط في الاختلالات الاقتصادية، بل أيضا في الأزمات الداخلية التي تتخبط فيها البلاد؛ حيث تعاني الجزائر من احتجاجات اجتماعية متكررة، وارتفاع معدلات البطالة، إضافة إلى توتر دائم مع دول الجوار وعزلة نسبية على الساحة الدولية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يضع فيها تبون نفسه في موقف محرج. فقد سبق أن أعلن قبل أسابيع عن استثمار ماليزي قيمته 20 مليار دولار في الجزائر، رغم أن ثروة أغنى رجل أعمال في ماليزيا لا تتجاوز 11 مليار دولار، وهو ما يعكس نهجا متكررا في تضليل المواطنين.
وتكشف هذه الزلة الجديدة مرة أخرى الفجوة الكبيرة بين الطموحات المعلنة للرئيس والواقع الاقتصادي والسياسي للجزائر، وتطرح تساؤلات جدية حول مصداقية حكام قصر المرادية في مخاطبة الرأي العام الداخلي والخارجي بقدر من الصدق والمسؤولية.








