وكشفت جريدة » الأخبار » في عددها ليوم الثلاثاء 5 مارس 2024، أن التدخلات الأمنية الناجحة التي نفذتها عناصر الدرك الملكي تنفيذا للتوجيهات الحكومية الرامية إلى مكافحة « مافيا » الأغذية والمواد الاستهلاكية الفاسدة تزامنا مع شهر رمضان، تمكنت ليلة الجمعة /السبت الماضية، فرقة للدرك بمنطقة أيت عتاب في إطار المراقبة القضائية من إيقاف شاحنة من الحجم الصغير كانت محملة بطنين من التمور، حيث تم عرض عينة منها على المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بأزيلال من أجل إخضاعها لخبرة علمية أكدت لاحقا أنها فاسدة.
وأوردت الجريدة استنادا لمصادر موثوق بها، أن نتائج الخبرة التي قامت بها «أونسا» شكلت مدخلا لتعميق البحث مع سائق الشاحنة ومساعده، حيث أفرزت التحريات الأولية بعد وضعهما تحت الحراسة النظرية وإجراءات البحث الأولي عن معطيات بالغة الخطورة تتعلق بتخزين كميات ضخمة أخرى من التمور الفاسدة بلغت خمسة أطنان، جرى حجزها بمستودعين سريين بكل من منطقة بزو ومنطقة تابعة لقلعة السراغنة على خط التماس مع جماعة بزو.
وأضافت الجريدة في خبرها، أن نتائج البحث الأولي ومداهمة المستودعين قد أطاحت بثلاثة أشخاص، تم وضعهم رهن الحراسة النظرية في انتظار إخضاعهم للبحث رفقة الموقوفين وعرض الجميع على النيابة العامة المختصة بالمحكمة الابتدائية بأزيلال، صباح غد الثلاثاء.
وأفادت نفس المصادر للجريدة، أن التحريات المتواصلة طيلة نهاية الأسبوع حول ملابسات القضية، والتي أشرفت عليها عناصر الدرك الملكي بسرية أزيلال بتنسيق مع القيادة الجهوية ببني ملال، كشفت عن معطيات جديدة تتعلق بامتدادات الشبكة ومصدر حصول الموقوفين على الكميات الضخمة من التمور الفاسدة.
مصادر جريدة «الأخبار» رجحت أن تكون التمور تم استيرادها من إحدى الدول العربية خلال الأشهر الماضية، وهي في حالة سليمة، ويرجح أنه تم تخزينها بشكل سيئ في مستودعات يجري البحث حاليا سرية بالدار البيضاء لتحديد مكانها وأصحابها، قبل تسويقها قبيل شهر رمضان، لتجار التمور بالجملة من أجل توزيعها على الأسواق والمحلات بأزيلال.
ولم تستبعد نفس المصادر للجريدة، أن تكون كميات ضخمة مماثلة قد تم توجيهها لمدن وأقاليم أخرى، ما يستلزم يقظة مضاعفة واتخاذ الحيطة والحذر خلال الأيام القليلة القادمة بسبب الإقبال الكبير على المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في رمضان كالتمور والأجبان والزيوت والحلويات والمعلبات وغيرها.
وارتباطا بشهر رمضان، تكشف الجريدة في خبرها، أنه يجري تنسيق جد فعال تشرف عليه السلطات الإقليمية بعمالة إقليم أزيلال وتشارك فيه كل أجهزة المراقبة ومصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية من أجل رصد كل المخالفات والتجاوزات المرتبطة بترويج المواد الغذائية الفاسدة، وقد تمكنت السلطات الإقليمية أسوة بباقي أقاليم المملكة، حسب مصادر «الأخبار»، من حجز كميات مهمة من الأغذية والمواد الاستهلاكية الفاسدة، وتندرج هذه العملية في إطار تفعيل آليات المراقبة وزجر الغش، تأمينا لسلامة المواطنين خلال شهر رمضان.