فابن مدينة تارودانت، كان يزاوج آنذاك بين الدراسة وتعلم الحرفة إسوة بأشقائه الستة، وذلك نزولا عند رغبة والدتهم، التي طالما اعتقدت أن الحرفة اليدوية كنز لدى صاحبها وسلاح لمواجهة تقلب الدهر.
ومنذ بداياته في تعلم هذه الصنعة، ظهرت موهبة خالد، فكان يجني قرابة دولار في الأسبوع، ثم دولارين قبل أن يرتفع مدخوله إلى حوالي ثمانية دولارات أسبوعيا، ما شكل «ثروة رمزية» للصبي الغض في ذلك الحين.
وفي حديثه مع موقع «العربية»، روى خالد، الذي يبلغ اليوم 38 سنة، أنه «مباشرة بعد حصوله على شهادة البكالوريا انتقل لإتمام دراسته في أوروبا، قبل أن يستقر به المقام في لوس أنجلوس الأميركية، حيث بدأ فصلا آخر مع حرفته اليدوية التي جعل من إتقانه لها قبلة للأميركيين». وأضاف قائلا «من مرآب بيتي بدأت العمل، وشرعت في صناعة الأحذية الرياضية وإصلاح التالف منها، وبيعها عبر الإنترنت».
ليتفاجأ بالإقبال الكبير الذي كانت تلاقيه منتوجاته، ما دفعه لتعلم المزيد خصوصا بعدما التقى بإسكافي متمرس كان يبلغ من العمر آنذاك 75 سنة، يمتلك محلا قديما لصناعة الأحذية. وقال خالد: «اشتغلت معه في إصلاح الأحذية، ثم بعد مدة عرضت عليه شراء محله فوافق بدون تردد».
من محل صغير إلى العالمية
وانطلاقا من هذا المحل الصغير، بدأ صيته يذيع في منطقته أولاً، ثم حقق انتشارا واسعا بعد أن وقع عقودا مع استوديوهات للتصوير وماركات عالمية في واشنطن وأريزونا وكاليفورنيا، حيث كانوا يلجأون إليه لإصلاح الأحذية الرياضية لاسيما الفاخرة منها.
وفي السياق، قال بفخر: «انتقلت من الإصلاح والصناعة إلى التعليم، حيث أقدم دورات لتعليم الزبائن كيفية الاعتناء وإصلاح أحذيتهم، خصوصا أن لبعض الناس علاقة عاطفية مع ما يضعونه في أقدامهم».
وأكد خالد أن الأحذية تكتسي أهمية بالغة في حياة بعض الأشخاص، وأعطى المتحدث مثالا على ذلك من الحذاء الرياضي الذي أطلقه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وأردف قائلا إن «ترامب استغل الحذاء بذكاء للتقرب من الفئات الصغرى وبالتالي حصد دعمهم».
حذاء للمشاهير
إلى ذلك، نالت أحذية خالد إعجاب مشاهير ونجوم العالم، من بينهم زوجة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، التي أبدت خلال زيارتها للمغرب صيف السنة الماضية، إعجابها بحذاء صنعه، كانت ترتديه إحدى المؤثرات التي التقت السيدة الأميركية الأولى، وتميز بالطابع المغربي للزليج بألوانه الزاهية.
وفي السابق، قال صانع الأحذية المغربي، إن إضافة ثلاثين بالمئة من اللمسة المغربية على أي منتوج كفيلة برفع قيمته.
كما كشف المتحدث أن سعر «السنيكرز» الذي أعجبت به جيل بايدن يبلغ 750 دولارا، ولكن بفضل ممولين وداعمين تم تحديد سعره بـ350 دولارا فقط .
أما السبب في ارتفاع أسعار تلك الأحذية فيعود حسب المتحدث إلى المواد التي يصنع منها، كاشفا أنه قديما كان الناس يخزنون الذهب والمجوهرات ويببعونها بعد ارتفاع ثمنها، أما اليوم، فيجمعون الأحذية الرياضية، ويعيدون بيعها بعد مدة حين ترتفع قيمتها.
وأردف: «الحذاء الذي قد تحصل عليه اليوم مقابل 140 دولارا، سيصل سعره بعد سنتين إلى ألفي دولار».
إلى ذلك، اعترف المتحدث أن أغلى أحذية صنعها كان لفائدة ماركة «بينتلي» حيث أنتج لها حصريا 25 زوجا من «السنيكرز: » بمبلغ وصل لـ7 آلاف دولار.
أغلى حذاء
وتعليقا على مقطع الفيديو المتداول للموزع الموسيقي دي جي خالد، الذي ظهر خلاله وهو يطلب من مساعده حمله على أكتافهم حتى لا تطأ قدماه الأرض ولا يتسخ حذاؤه، قال: «الخراز المغربي» إن الدي جي المعروف بهوسه بالأحذية أقدم على ذلك رغبة منه في الحفاظ على ما يرتديه في قدميه، لأنه يعرف قيمته المرتفعة». وأضاف أنه كلما أثار حذاء ما الجدل ارتفعت قيمته السوقية».
كما أوضح أن أغلى زوج أحذية اليوم موجود في خزانة بيكهام جينيور، حيث تصل قيمته لـ260 ألف دولار.
وفي حديثه مع العربية.نت أسر خالد بقصة لأحد نجوم الـ NBA الذي كان دائما يتعرض للتنمر في المدرسة أثناء طفولته، قبل أن تهديه خالته زوج أحذية رياضية من ماركة «جوردان»، فكان ارتداؤه لها كافيا لكسب احترام زملائه، وإعطائه ثقة عالية في النفس جعلت منه اليوم أحد كبار النجوم.