وأبرزت يومية « الأخبار » في عددها الصادر يوم الأربعاء 16 يوليوز 2025، أن هيئة الحكم صفعت رجل الأعمال الذي قضى نصف حياته بفرنسا، بحكم اعتبره الملاحظون منطقيا ومتناسبا مع خطورة الفعل الجرمي، وهو خمس سنوات سجنا نافذا، وغرامة مالية نافذة قدرها 50 ألف درهم، مع تحميله الصائر والإجبار في الأدنى.
وأشار الجريدة إلى أن المتهم توبع في حالة اعتقال بتهمة التقاط صور ومقاطع فيديو لأشخاص دون موافقتهم، وهي الفضيحة المدوية التي كانت قد هزت مدينة مراكش، قبل أيام، امتد صداها إلى دول أوروبية.
وأوضحت اليومية في مقالها أن معطيات الملف أكدت على أن الملياردير المغربي الحامل للجنسية الفرنسية، والذي قضى مدة طويلة بأوروبا، وعاد إلى أرض الوطن من أجل الاستثمار في المجال السياحي، تورط في تسخير فيلا فخمة يملكها بمنطقة « تسلطانت » ضواحي مراكش، من أجل تصوير والتقاط مقاطع صور إباحية، بعد كرائها عبر منصة «Airbnb» الشهيرة، مقابل مبلغ يومي باهض يصل إلى 30000 درهم.
وأضاف مقال « الأخبار » أن عمليات المتهم الإجرامية كانت تستهدف نخبة السياح الأجانب والمغاربة، عبر وضع كاميرات دقيقة في أماكن مختلفة بأركان وزوايا الفيلا، من أجل متابعة كل تحركات وتصرفات الضيوف الأجانب، بما فيها اللحظات الحميمية والخاصة بغرف الاستحمام والنوم أيضا، في الوقت الذي كان السياح الأجانب يظنون أنهم يقضون إقامة هادئة بمشروع سياحي راق، قبل أن تتحول تجربتهم إلى صدمة مدوية، مبينا أن مصالح الدرك الملكي بمراكش كانت قد تفاعلت مع شكاية سياح أجانب يرجح أنهم يحملون الجنسية السويسرية والأمريكية، حيث نجحوا في زمن قياسي في فك لغز هذه الجريمة غير المسبوقة بمراكش.
وتضمنت شكاية السياح الضحايا، حسب مقال الجريدة، اتهامات مباشرة لرجل الأعمال مالك الفيلا، حول تورطه في تصويرهم خلسة والتقاط صور ومقاطع تمس بحياتهم الخاصة، وهو ما يعاقب عليه القانون، حيث فطن السياح المتضررون لتهور الملياردير المغربي ولسلوكه الأرعن بعد أن لاحظوا تحركات مشبوهة خلال إقامتهم بالفيلا تتمثل في العبث بمحتويات غرفهم أثناء غيابهم، وتغيير أماكن أغراضهم الشخصية، ما دفعهم إلى توثيق كل التغييرات التي تم رصدها عبر كاميرات هواتفهم المحمولة، كما كشفت جولة سياحية خارج الفيلا عن مؤشرات مقلقة تؤكد اختراق خصوصياتهم، ما دفعهم إلى الاستنجاد بمصالح الدرك الملكي.
وانتقلت عناصر الدرك الملكي رفقة السياح إلى الفيلا، وفتحت تحقيقا حول الشكاية بتنسيق مع النيابة العامة المختصة، أطاح بشكل فوري بالمتهم، وهو رجل أعمال في الخمسينيات من عمره، ويحمل الجنسية الفرنسية، وقضى حياته بأوروبا، قبل الاستقرار بمراكش والاستثمار في المجال السياحي، قبل أن تكشف الأبحاث أنه كان يشتغل في ميدان صناعة الأفلام الإباحية، ما جعله يتملك «حرفة» التقاط المقاطع الحميمية عبر وسائل تكنولوجيا متطورة، فضلا عن ترجيح شغفه بمتابعة المنتوجات الإباحية.
وكشفت عملية تفتيش هواتف المتهم واستقراء تسجيلات الكاميرات الدقيقة التي عثرت عليها عناصر الدرك بزوايا وأماكن مختلفة بالفيلا، التي يوظفها في عملية الكراء عبر منصة « Airbnb » عن تورطه في جريمة التقاط الصور والمقاطع التي تمس بالحياة الخاصة لزواره بالفيلا، بعد نصب كاميرات في غرف النوم والاستحمام على وجه التحديد.
وأفادت مصادر محلية بمراكش بأن عناصر الدرك المكلفة بالبحث عثرت خلال عملية التفتيش عن معدات إلكترونية، ضمنها أقراص صلبة وهواتف نقالة يشتبه في احتوائها على تسجيلات مصورة لنزلاء سابقين، الأمر الذي استدعى إخضاعها للخبرة التقنية، للكشف عن حجم الأفعال المرتكبة، وعدد الضحايا المحتملين.




