أفاد وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، أن الوزارة تعمل على تعديل القرار رقم 2730.10، الذي يهدف إلى إدراج تعريفات واضحة للمركبات الشخصية المزودة بمحرك مثل « التروتينيت الكهربائية » والدراجات المساعدة، مما يمكّن من تحديد المعايير التقنية وشروط السير.
وفي ظل انتشار هذه المركبات، بات من الضروري اتخاذ إجراءات تضمن سلامة مستعملي الطرق، من خلال ضبط المعايير التقنية وتحديد القواعد التي يتوجب اتباعها.
وأشار الوزير إلى أن مرسوم تنظيم « التروتينيت الكهربائية » قد وصل إلى مرحلة المصادقة، إذ يسعى إلى وضع إطار قانوني ملائم يحدد قواعد سير هذه المركبات بما يراعي سلامة مستخدميها وسلامة الراجلين.
كما أفاد الوزير في سياق رده على سؤال برلماني، أن وزارته تعمل على إعداد مرسومين جديدين يهدفان إلى تغيير وتتميم المراسيم الحالية، حيث سيتم تنظيم أبعاد وخصائص « التروتينيت » والدراجات المساعدة، إضافة إلى إجراءات التسجيل والترقيم والتأمين المطلوبة.
ويمثل مشروع القانون الذي تعده وزارة النقل خطوة إيجابية نحو تنظيم استعمال « التروتينيت الكهربائية » بالمغرب. إذ يهدف هذا القانون إلى تعزيز السلامة الطرقية من خلال فرض ضوابط تقنية وتحديد قواعد صارمة لاستعمال هذه المركبات، مع الأخذ في الاعتبار تجارب دولية تحذر من المخاطر المحتملة.
تحديات تقنين التروتينيت الكهربائية
يأتي هذا المشروع كجزء من استراتيجية شاملة تتضمن أيضا تحسين سلامة مستخدمي الدراجات النارية، التي تشهد نسبة متزايدة من الحوادث.
وتظهر الإحصائيات أن نسبة الوفيات بين مستعملي الدراجات النارية تجاوزت 44% من إجمالي ضحايا حوادث السير لعام 2023، مما يعزز الحاجة إلى التركيز على هذه الفئة من أجل تقليل المخاطر.
ومن بين التدابير التي اتخذتها الوزارة، إعداد معايير موحدة للخوذات الواقية، والتشديد على مراقبة الدراجات النارية التي لا تلتزم بقوانين السير، في محاولة لضبط استعمال هذه المركبات بفعالية وتقليل الحوادث.
جمعيات تحذر
أعربت جمعيات مهتمة بالسلامة الطرقية عن قلقها من القانون المرتقب، مؤكدة ضرورة تضمين بنود إضافية لحماية مستخدمي « التروتينيت ».
وطالبت هذه الجمعيات بفرض قيود على الشركات المستوردة لضمان مطابقة المواصفات الفنية، وبتحديد إجراءات زجرية لمراقبة التجهيزات الضرورية مثل الخوذات والأدوات الوقائية.
دول تمنع التروتينيت
يأتي هذا النقاش حول تقنين التروتينيت بالمغرب في الوقت الذي تعتزم فيه العديد من الدول الأوروبية منع هذه الوسيلة بسبب المخاطر التي تشكلها على سلامة الراجلين. فقد اتخذت عدد من المدن الكبرى حول العالم قرارات بحظر استخدامها، مثل مدريد التي قررت منعها في شوارعها بدءا من هذا الشهر، وذلك لحماية سلامة الراجلين وخاصة كبار السن. وتواجه الشركات الموفرة لهذه الخدمة في مدريد انتقادات واسعة لعدم الالتزام بتوفير تأمينات كافية وتقنيات تمنع وقوف « التروتينيت » في الأماكن غير المسموح بها.
وقد انضمت مدريد إلى عدة مدن أوروبية مثل باريس وبرشلونة وتورنتو، والتي حظرت « التروتينيت الكهربائية » بعدما واجهت تحديات تتعلق بالسلامة.
