وسيوفر المشروع فضاءات عيش ودراسة ملائمة تكرس قيم التضامن والتعايش، حيث عبّر عدد من الطلبة الأفارقة عن تقديرهم الكبير لهذه المبادرة، التي اعتبروها استجابة واقعية لاحتياجاتهم اليومية، خصوصا في ما يتعلق بالسكن والحياة الجامعية.
وفي هذا السياق، أكد الطالب هارون ويدراغو، الحاصل حديثا على شهادة الماستر في «المذهب المالكي: الخصائص، الأصول، والامتداد الإفريقي»، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة، أن المشروع يمثل حلا ملموسا لإحدى أبرز الصعوبات التي تواجه الطلبة، وهي إيجاد سكن ملائم بأسعار في المتناول، خاصة بعد انتهاء فترة المنحة.
وأوضح، في تصريح لـLe360، أن توفير مرافق حيوية كقاعات المطالعة والأنشطة الثقافية سيجعل من «دار إفريقيا» فضاء جامعيا متكاملا يعزز من جودة الحياة الفكرية والاجتماعية للطلبة القادمين من بلدان إفريقية متعددة.
من جهته، عبر الطالب ألموسى كانوري من نيجيريا، الذي يتابع دراسته في ماستر «القانون والمنازعات التجارية»، بكلية العلوم القانونية والاجتماعية والاقتصادية بجامعة وجدة، عن امتنانه الكبير لهذه المبادرة التي وصفها بأنها «تلامس القلوب»، لما تحمله من اهتمام صادق بالطلبة الأفارقة.
وأشار، في تصريح مماثل، إلى أن توفر مرافق متنوعة كقاعات الرياضة والمصحة والمراكز التكوينية دليل على العناية الخاصة التي يوليها سكان جهة الشرق لهؤلاء الطلبة، داعيا إلى توسيع نطاق الاستفادة ليشمل أفراد الجالية الإفريقية المقيمين خارج الإطار الجامعي، الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة.
أما الطالب ساكو إبراهيم، الذي يدرس بالسنة الثالثة بشعبة تقنيات الصحة بالمعهد العالي للمهن التمريضية بوجدة، فقد وصف المشروع بأنه «خطوة نوعية» نحو تحسين ظروف الطلبة الأفارقة، مشددا على أن الحياة الجامعية لا تقتصر على الدراسة، بل تشمل أيضا الأنشطة التي تصقل شخصية الطالب وتطور قدراته، مضيفا أن «دار إفريقيا» ستتيح فضاءات للبحث والترفيه والمطالعة، ما يخلق بيئة محفزة على التفوق والإبداع.
وفي السياق ذاته، أوضح محمد بوعرورو، رئيس مجلس جهة الشرق، أن مشروع «دار إفريقيا» يندرج ضمن المشاريع التنموية الكبرى التي يباشرها المجلس لتعزيز العلاقات المغربية الإفريقية، مشيرا إلى أن كلفته الإجمالية تبلغ 140 مليون درهم، منها 35 مليون درهم مساهمة من الجهة، إلى جانب دعم من الوزارة الوصية والمكتب الوطني للأعمال الجامعية.
ويتضمن المشروع، حسب بوعرورو، 240 غرفة ومرافق متعددة تشمل مكتبة، ومراكز تكوين، وملاعب رياضية، مؤكدا أن هذه المبادرة تأتي انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية للملك محمد السادس، الداعية إلى ترسيخ انفتاح المغرب على عمقه الإفريقي، مضيفا أن الهدف هو أن يشعر الطلبة الأفارقة بأنهم في وطنهم الثاني، وأن يكونوا بعد تخرجهم خير سفراء للمغرب في بلدانهم الأصلية.



