وفي هذا السياق، أبرز محمد اجبيلو المندوب الإقليمي للصحة بجرادة، أن هذه الإجراءات تأتي في إطار الاستعدادات السنوية لموسم الصيف، حيث كثفت المصالح الصحية جهودها لتعزيز جاهزية المنظومة الصحية بالإقليم.
وأشار، في تصريح لـLe360، إلى أن الخطة تشمل تعبئة شاملة للموارد البشرية، وتجهيز المراكز الصحية والمستشفى الإقليمي بكافة الإمكانات اللازمة للتعامل الفوري مع أي طارئ صحي مرتبط بالحرارة المفرطة، مثل حالات ضربات الشمس والإجهاد الحراري.
وأوضح المسؤول الصحي أنه، ولضمان فعالية التدخلات، تعمل المندوبية الإقليمية بتنسيق وثيق ومستمر مع السلطات المحلية ومختلف المصالح المعنية، بهدف تسريع وتيرة الاستجابة للحالات الطارئة، والتكفل الفوري بالمصابين بمضاعفات صحية ناجمة عن الحر الشديد.
وفي سياق متصل، أكد اجبيلو أن الخطة الصحية لم تغفل التعامل مع المخاطر الصيفية الأخرى، حيث تم تأمين مخزون كافٍ من الأمصال والأدوية المضادة للسعات العقارب ولدغات الأفاعي، مع ضمان توفرها على مدار الساعة في المراكز المتخصصة، استجابة للحالات التي تُسجل عادة خلال هذه الفترة من السنة.
من جانبه، أكد رضا ميموني، وهو طبيب بمستعجلات المستشفى الإقليمي لجرادة، في تصريح مماثل، أن الخطة الصحية تولي اهتماماً خاصاً بالفئات الهشة، كالأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى المصابين بأمراض مزمنة، ومن بينهم مرضى «السحار الرملي» أو ما يعرف محليا بـ«السيليكوز»، المنتشر في المنطقة، مبينا أنه يتم التركيز في أقسام الاستقبال الأولي على فرز هذه الحالات، وتقديم الرعاية اللازمة لها لتجنب المضاعفات الخطيرة التي قد تصل إلى حد الغيبوبة.
إلى جانب الإجراءات العلاجية، تتبنى المندوبية نهجاً وقائياً عبر تكثيف الحملات التوعوية، بهدف ترسيخ ثقافة الوقاية الصحية لدى المواطنين، وتعريفهم بسبل التعامل السليم مع ارتفاع درجات الحرارة، وأهمية شرب السوائل، وتجنب التعرض المباشر للشمس في أوقات الذروة.
وتعكس هذه الجهود المتكاملة التزام وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتقريب الخدمات العلاجية من المواطنين وتقديم رعاية صحية ذات جودة عالية، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة التي تمر بها المنطقة.
من جهته، بيّن إبراهيم إيزم، حارس عام بالمستشفى الإقليمي لجرادة، أن هذا الأخير تتوافد عليه يوميا ما بين خمس إلى ست حالات نتيجة تعرض أصحابها لضربات الشمس، بإلإضافة إلى مرضى «السيليكوز»، مؤكدا أنهم يستفيدون من عناية خاصة وبرتوكول صحي مكثف، تفاديا لتعرضهم لمضاعفات خطِرة قد تهدد حياتهم.




