وُلد أسامة في فبراير 2004 بإقليم الدريوش، حيث لم يكن فقط لاعب كرة قدم، بل كان مثالاً للشاب المكافح الذي تحدى قسوة اليتم، والظروف الصعبة من أجل مستقبل أفضل.
نشأ أسامة في دوار «احريكاتن» بجماعة «تزطوطين»، التابعة ترابيا لإقليم الناطور، يتيماً بعد أن فقد والده قبل ولادته، فوجد في والدته الأم والأب والسند، ليتابع دراسته الابتدائية في مسقط رأسه، قبل أن ينتقل إلى القسم الداخلي بمدينة العروي، لكن حنينه لوالدته أعاده إلى إعدادية «تزطوطين»، حيث كان يقطع يومياً مسافة تزيد عن 7 كيلومترات لمواصلة تعليمه.
لاحقاً، وخلال دراسته الثانوية في مدينة الدريوش، بدأ شغفه بكرة القدم يتبلور بشكل احترافي، حيث التحق بنادي اتحاد الدريوش وتألق في صفوفه، حتى تم تصعيده إلى الفريق الأول رغم صغر سنه، وفي الموسم الماضي، انتقل إلى نادي الأمل الرياضي العروي، باحثاً عن آفاق جديدة.
لاعب كرة القدم المغربي الشاب الذي حوّل رصاص الغدر الجزائري حلمه إلى مأساة
ولم تقتصر طموحات أسامة على المستطيل الأخضر، بل كان يخطط لمستقبله الأكاديمي أيضاً، حيث تعلم اللغة الألمانية لمدة خمسة أشهر، واضعاً نصب عينيه حلم الدراسة في الخارج، إلا أن القدر كان يخبئ له فصلاً مأساوياً.
وفي محاولة يائسة للوصول إلى السواحل الأوروبية، استقل أسامة قاربا سريعا «فانطوم» من مدينة السعيدية، السبت الماضي، وخلال رحلته، اعترضت البحرية الجزائرية القارب وأطلقت النار عليه، لتصيب 6 رصاصات غادرة، على مستوى البطن، جسد أسامة وتنهي حياته على الفور.
وقد نعى نادي الأمل الرياضي العروي لاعبه السابق ببالغ الحزن والأسى، مؤكداً خبر وفاته الذي نزل كالصاعقة على أصدقائه ومحبيه في مدينة العروي.
وأكد محمد الفرشم، الكاتب العام للنادي، في تصريح هاتفي لـLe360، أن أسامة وصل إلى ألميريا بإسبانيا وهو لا يزال على قيد الحياة، لكنه فارقها متأثراً بإصابته البليغة.
رحل أسامة همهام تاركاً وراءه سيرة شاب خلوق ومكافح، وحلماً لم يكتمل، أعدمه رصاص جزائري غادر، لتسلط قصته المأساوية الضوء مجدداً على إجرام العسكر الجزائري، وتبقى روحه الحالمة مصدر إلهام.








