عناصر من «طالبان» تحاصر درب «ليهودي» بالدار البيضاء

مشهد جوي للمدينة القديمة بالدار البيضاء

في 06/06/2024 على الساعة 19:00, تحديث بتاريخ 06/06/2024 على الساعة 19:00

أقوال الصحفبعد سنوات من الانتظار والتحمل لعذاب الحفر والمطبات التي تعترض الراجلين والسائقين بشارع بني مكيلد السلطان، تنفس سكان هذا الحي البيضاوي الشعبي الصعداء، بعد أن بدأت أشغال تزفيت وتبليط أرصفة الشارع وطريقه قبل أسابيع.

وحسب تفاصيل الخبر الذي أوردته يومية « الصباح » في عددها ليوم الجمعة 7 يونيو، فقد استعاد شارع بنى مكيلد بعضا من ألقه المفتقد، وبدا يرسم على محياه شبه ابتسامة شاحبة تحمل في طياتها عتابا على طول فترات الإهمال، رغم موقعه الاستراتيجي والكم الهائل من وسائل النقل التي تعبر منه، في اتجاه البؤر التجارية لمنطقة درب السلطان أو المفضية إلى الأحياء المجاورة.

في المقابل، تكتب الجريدة، فوجئ سكان حي درب ليهودي بأشغال أخرى انبثقت على حين غرة بالموازاة طمر أشغال بني مكيلد ويتعلق الأمر بالواح رمادية عالية بلون الإسمنت سرعان ما انتصبت عند قنطرة السكة الحديدية التي تفصله عن بقية أحياء درب السلطان، بدت أشبه بجدار عازل أثار مخاوف بعضهم، مثلما أثار مخاوف العابرين من تحت القنطرة في اتجاه المقر القديم لشركة التبغ الشهير بـ »الريجي طابا ».

وكتبت الجريدة أن هناك من انطلت عليه الخدعة فاعتقد أن الأمر يتعلق بجدران إسمنتية حقيقية عازلة، لكن الظرفاء سرعان ما اكتشفوا أن الأمر يتعلق بألواح خشبية طليت بألوان رمادية لتعطي الانطباع وكأنها حقيقية، فبدأوا يطلقون التعليقات بأن الأمر يتعلق بمشروع مغشوش منذ أوله لإيهام السكان بإصلاحات يخضع لها الحي المهمل منذ سنوات.

وقالت الجريدة إن الأزقة المفضية إلى درب ليهودي، أو الطرق العابرة منه، بدأت تدريجيا تغلق من مداخلها بواسطة سياجات حديدية وضعت عليها لافتة تحمل عبارة مغلق لأجل تصوير الأفلام »، وهنا أدرك سكان الحي الشعبي الشهير أن الأمر يتعلق بمشروع سينمائي جديد سيعزلهم عن العالم الخارجي مرة أخرى كما حدث ذلك قبل حوالي عشر سنوات، حين قرر النجم العالمي طوم كروز مواصلة مهماته المستحيلة ومطارداته داخل الأزقة الضيقة للحي.

يتعلق الأمر، وفقا للجريدة، بفيلم سينمائي فرنسي بعنوان « 13 يوما 13 ليلة في جحيم كابول » جعل درب ليهودي، الذي لم يسبق أن سكنه يهودي، تغزوه الأزياء الأفغانية لممثلين كومبارس أغلبهم من أبناء الحي والأحياء المجاورة، ليتجمعوا في زاوية منه بالزقاق الذي ينعطف من ركن بناية « الريجي » نحو القنطرة المفضية إلى شارع بني مكيلد، التي تحولت إلى فضاء من الفيلم للمخرج الفرنسي مارتن بوربولون لتصوير مشاهد.

وإلى حدود أمس الأربعاء، حسب الجريدة، كان طاقم الفيلم قد وصل إلى الأسبوع الثالث من التصوير، وخلال هاته المدة، كان العبور من درب ليهودي ممنوعا على وسائل النقل، لأن الحي محاصر من كل جانب، ومن المرتقب أن يمتد « الحصار » أسابيع أخرى إضافية إلى حين الانتهاء من تصوير بقية المشاهد التي يجسد فيها دور البطولة كل من الممثل الفرنسي من أصول جزائرية رشدي زم ولينا خودري.

وذكرت الجريدة أن الشريط السينمائي المأخوذ عن قصة واقعية من رواية لمحمد بيدا، تدور أحداثه حول الانسحاب المفاجئ للقوات الأمريكية من أفغانستان في غشت 2021 مع تقدم حركة طالبان إلى كابول، حيث يروي القصة الحقيقية للقائد الفرنسي محمد بيدا الذي أشرف على الأمن في السفارة الفرنسية في الأيام الأخيرة من التقدم الميداني لطالبان على العاصمة الأفغانية كابول تزامنا مع الانسحاب الأمريكي، وقام بتنسيق عملية تهريب أزيد من 3 آلاف شخص إلى مطار كابول.

تحرير من طرف سعيد قدري
في 06/06/2024 على الساعة 19:00, تحديث بتاريخ 06/06/2024 على الساعة 19:00