ورصدت يومية « الأحداث المغربية » في عددها الصادر يوم الجمعة 22 غشت 2025، مستجدات هذه القضية، مشيرة إلى أن التحريات مازالت جارية لإيقاف 5 مشتبه فيهم آخرين، تم تحديد هوياتهم من طرف المحققين، مضيفة أنه وفق معلومات أولية، يرجح أن يكون الموقوفون قد ساهموا في ارتكاب هذه الجريمة تحت تأثير التخدير بمادة «السيليسيون».
وأوضحت اليومية في متابعتها، أن الضحية كان قد رافق المشتبه فيهم من مدينة اليوسفية إلى موسم مولاي عبد الله أمغار، حيث اكتروا خيمة من أجل الإقامة بها طيلة أيام الموسم، غير أنه سرعان ما عاد إلى مسقط رأسه، حيث تفجرت قضية الاعتداء الجنسي عليه من طرف مجموعة من المشتبه فيهم، حدد عددهم في 14، مع التأكيد على أنهم ينحدرون من مناطق اليوسفية وسيدي بنور و«الكنتور»، وهو ما تحقق الفصيلة القضائية بشأن التأكد منه.
وأضاف مقال الجريدة، أن بلاغ النيابة العامة التي فتحت بحثاً قضائيا معمقا في القضية، أكد أن الضحية خضع لخبرة طبية شرعية، وتم الاستماع إليه بحضور والدته، في إطار ضمان حقوقه القانونية والنفسية، مشيرا إلى أن الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان طالبت بتشديد المراقبة في المواسم، وتفكيك شبكات المخدرات والدعارة التي تنشط فيه، داعية إلى إحداث لجنة وطنية لمراقبة المواسم والتظاهرات الشعبية، ومندِّدةً بانتشار المخدرات والخمور بشكل علني داخل الموسم دون حسيب أو رقيب، وتحول بعض الخيام إلى أوكار للدعارة، بما فيها دعارة القاصرات، في انتهاك صارخ للقوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية.
وشددت الرابطة في بلاغها، على «ضرورة محاسبة المتورطين والمتسترين على هذه الجريمة، وإحداث لجنة وطنية لمراقبة المواسم والتظاهرات الشعبية لمنع تكرار مثل هذه الكوارث، وإقرار برامج عاجلة لحماية أطفال الشوارع واليتامى من الاستغلال، عبر الرعاية المباشرة والتأهيل الاجتماعي».
وبينت الجريدة في متابعتها، أنه وتفاعلا مع واقعة الاغتصاب الجماعي التي راح ضحيتها الطفل البشير خلال فعاليات موسم مولاي عبد الله، أطلق عشرات المشاهير المغاربة هاتشاغ «كلنا البشير»، معتبرة أنه لقي تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، مشيرة إلى أن المتفاعلين مع الهاشتاغ رأوا أن هذه الواقعة تجدد تسليط الضوء على الأخطار التي تتهدد الأطفال، وفي مقدمتها خطر الانتهاكات الجنسية وما تحمله من آثار مدمرة على نفسية الضحية وأسرته.
وفي موضوع متصل، علمت الجريدة من مصادر موثوقة، أن المركز القضائي للدرك الملكي بأزرو يباشر البحث القضائي مع مؤطرين بمخيم « راس الماء » بضواحي إفران، للاشتباه في تورطهما في محاولة التحرش بطفل قاصر والتستر عن ذلك، مضيفة أنه ينتظر أن يكون قد تم تقديم المشتبه فيهما في حالة اعتقال أمام النيابة العامة المختصة، بعد انتهاء مدة الحراسة النظرية، لاتخاذ الإجراء المتعين في حقهما، بعد استنطاقهما حول ما هو منسوب إليهما من أفعال.
وأبرز مقال الأحداث المغربية إلى أن مدير مخيم راس الماء بعد ضبطه مؤطرا متلبسا بمحاولة التحرش بطفل قاصر بالمخيم، قد قام بإبلاغ الدرك الملكي المختص ترابيا بالواقعة، قبل توقيف مؤطر ثان، تبين تستره على محاولة التحرش بالقاصر، مشيرا إلى أن الأمر جرى وبعد الأبحاث والتحريات التي أنجزتها عناصر المركز القضائي للدرك الملكي، بتعليمات من النيابة العامة المختصة وتحت إشرافها.
وعلاقة بنازلة محاولة التحرش بطفل قاصر بمخيم راس الماء بضواحي إفران، المحال في موضوعها مؤطران على النيابة العامة المختصة، أكد بلاغ الجامعة الوطنية للتخييم أن الحادث المعزول والمتعلق بشبهة التحرش الجنسي بالمخيم، لا يمت بصلة إلى الإدارة والأطر التربوية، «الذين كانوا سباقين إلى كشفه، والتبليغ عنه والتصدي له بكل مسؤولية»، معبرة في الوقت ذاته عن إدانتها للفعل الدخيل والغريب عن قيم ومبادئ التربية والتخييم، ومؤكدةً أن مثل هذه التصرفات الفردية لن تنقص من مكانة فضاءات التخييم الوطنية، التي ستظل فضاءات أمنة ومفتوحة، لترسخ قيم المواطنة والتربية السليمة.




