وهكذا، فقد عبّر سكان الداخلة، في هذه المسيرة التاريخية، عن تمجيدهم للذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، التي استرجع المغرب بفضلها صحراءه من الاستعمار الإسباني، متذكرين مختلف مراحل هذه المحطة الهامة من تاريخ بلادنا الحافل، والتي قادها الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1975.
وفي سياق ذي صلة، أعرب المواطنون، خلال المسيرة، التي شاركت فيها مختلف الفعاليات المدنية والسياسية، من أحزاب وجمعيات ومواطنين أفراد، (أعربوا) عن استنكارهم وشجبهم لأحداث السمارة الأخيرة، واصفين إياها بـ«الإرهابية والجبانة».
وأكد المشاركون تجندهم خلف الملك محمد السادس للدفاع عن البلاد وأهلها بما تمليه التعليمات الملكية السامية، ومشيدين بدور وزارة الداخلية، مُمثّلة في والي جهة الداخلة-وادي الذهب علي خليل، الذي سهر على تهيأة الظروف الموضوعية لإقامة هذه المسيرة التضامنية الهامة.
وقد شهدت هذه المسيرة حضورا كثيفا للمواطنين الصحراويين، مرتدين الزي التقليدي للصحراء المغربية (الدراعة والملحفة)، الذين جابوا مختلف شوارع المدينة وهم يرددون شعارات التضامن مع ضحايا جريمة السمارة. وفي الأخير تم رفع، تحت رعاية السلطات الوصية، برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله، الملك محمد السادس، مُعربين عن تشبث كافة المواطنين المغاربة، من طنجة إلى الكويرة، بالعرش العلوي ورفضهم لكل أشكال الانفصال.
هذا، وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون قد أعلن، في بلاغ، أنه تم تكليف الشرطة القضائية المختصة بإجراء بحث قضائي، إثر تسجيل وفاة شخص وإصابة ثلاثة آخرين نتيجة إطلاق مقذوفات متفجرة استهدفت أحياء سكنية بمدينة السمارة. وخلص البلاغ إلى التأكيد على أن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون سيحرص على ترتيب الآثار القانونية اللازمة على ضوء نتائج البحث.